الاثنين، أبريل ٢١، ٢٠٠٨

رسالة الخط والقلم لابن قتيبة


رسالة صغيرة جميلة لخطيب أهل والسنة والجماعة كما لقّبه بذلك شيخ الإسلام ابن تيمية تحمل عنوان " رسالة الخط والقلم " ، كنتُ قد قرأتها عام 2006 واقتنصت بعض الفوائد والنكت منها وكتبتها في جهاز الكمبيوتر ، وعندما رأيت تاريخ هذا الملف كان 18/10/2006م ، فقلت من باب النفع والكتابة في نفس الوقت أن أفيدكم بهذه الرسالة .
الرسالة لغوية أدبية تتمحور عن الخط والقلم وما يجري في معانيهما والأدوات التي تستخدم للكتابة ، فتناول - على سبيل المثال - : القلم ، البَرْي ، الدواة ، الحبر ، المطّ ، القرطاس ، السحاة ، الطين ، الدّيوان ... الخ .
والرسالة قرأتها على موقع الورّاق ، لذلك من أحبّ قراءتها والاطلاع عليها بامكانه دخول الموقع وقراءتها .
وهنا بين أيديكم ما اقتنصته من الفوائد :

( القلم )

1- يُسمَى القلمُ الذي يُكتبُ به قلماً لأنَّه قُلِّمَ وقُطِعَ ومنه قَلَّمتُ أظفاري ومنه قِيلَ قُلامَةُ الظُّفرِ لما يُقطَع منه.

2- جمع القلم: أقلام وقِلام مثل جَبَل وجِبَال.

( البَرْيُ ووجوهه )

3- قال أبو عُبَيدَة: لا يُقَالُ للقلم (قلم) حتى يُبرى وإلاَّ فهو قصبةٌ. ولا يُقَالُ للرمح (رمح) إلاَّ وعليه سِنان وإلا فهو قناةٌ ، ولا يُقال للمائدة (مائدة) إلاَّ وعليها طعامٌ وإلاَّ فهي خِوانٌ ، ولا يُقالُ للكأس (كأس) إلاَّ وفيها شرابٌ وإلاَّ فهي زجاجةٌ ، ولا يُقالُ للسرير (أريكة) إلاَّ وعليها حَجَلَةٌ وإلاَّ فهي سريرٌ.

4- يُقال لما يسقطُ منه عندَ البَري (بُراية) على وزن فُعالة ، والفُعالة اسمٌ لكلِّ فَضلَةٍ تفضلُ من شيءٍ قليل أو كثير كالقُمامة والكُساحة والجُرامة: وهو اسم لمَا بقى من كَرَب النَّخْل.

5- يُقالُ: قَلَمٌ مُذنَبٌ إذا بُرِيَت لَه سِنٌّ غَلِيظَةٌ غير مشقوقة تُصلَحُ بها اللِّقية.

( الدَّواة )

6- ويُقالُ للذي يبيع الدَّويَّ: دَوَّاء كقولك: تَبَّان وشَعَّار وخيَّاط.
ويُقال للذي يحمل الدَّواة: داوٍ كما يُقال للذي يحملُ السَّيفَ: سائف، والذي يحملُ الرُّمحَ: رامح، والذي يحملُ التُّرسَ تَارِس.

( اللِّيِقة )

7- يُقالُ للصُّوفةِ والقُطنَةِ التي تكونُ في الدَّواة: لِيقة وتجمع أَليَاقَاً. وإنَّما سُمِّيَت: لِيقة؛ لأنَّها تَحبِسُ ما جُعِلَ فيها من السواد وتُمسكُهُ، مأخوذ من قولهم: "فلانٌ ما تَليقُ كَفُّهُ دِرهَمَاً" أي: ما تحبسه فتمسكه. وكفٌّ ما يليقُ بها درهمٌ أي: ما تحبس ولا تستمسك. قال الرَّاجزُ:
كفَّاكَ: كَفٌّ مَا تليقُ دِرهَماً ... جُواداً، وكَفٌّ تُعطِ بالسَّيفِ الدَّما

8- وروى أبو العبَّاس محمد بن يزيد المُبَرِّد قال: دخل الأصمعي على الرَّشيد بعدَ غَيبَةٍ غابها فقالَ: كيفَ حالك يا أَصمَعِيُّ؟ فقال: يا أميرَ المؤمنين ما ألاقتني أرضٌ -أي ما حبستني- حتى خرجت عنها. فأمسكَ الرَّشيدُ. فلمَّا تفرَّق أهل المجلس قال له: ما معنى ألاقَتْني؟ قال: حبستني فقال الرَّشيد: لا تكلمني في مجلس العامَّة بما لا أعلمُ.

( المِداد )

9- يُقالُ هو المِدادُ وهي المِدادُ لأنَّه جَمعُ مِدادةٍ وكلُّ جمعٍ ليس بينه وبين واحِدهِ إلاَّ الهاء فإنَّه يُذكَّر ويؤنث مثل غمامة وغمام وحمامة وحمام وشجرة وشجر.

10- وكلُّ شيء يَزِيد في شيءٍ بنفسه فإنَّهُ يُقالُ فيه: مَدَّهُ يَمُدُّهُ. قال الله تعالى: (والبَحرُ يَمُدُّهُ مِن بَعدِهِ سَبعَةُ أَبحُرٍ).فإن كانَ الشَّيءُ يزيد في الشَّيءِ بغيره فهو بالألف يُقالُ: أمددتُهُ بالرِّجالِ وبالمالِ. قال الله تعالى: (وأَمدَدنَاكُم بِأَموَالٍ وبَنِينَ).

12- فإذا قَطَرَ من رأسِ القلمِ شيءٌ من المِدادِ قِيلَ: رَعَفَ القَلمُ يرعُفُ وهو قلمٌ رَاعِفٌ ، فإذا أخذتَ مِدَادَاً فقَطَرَ قلتَ: أرعفتُ القلمَ إرعافاً وهو قلمٌ مُرعَفٌ.وتقولُ: استمدِد ولا تُرعِف أي لاتُكثِر المِدادَ حتى يقطرَ القلمُ.

( الحبر )

13- وقال الأصمعي: إنَّما سُمِّيَ حِبرَاً لتأثيره. يُقالُ: على أسنانه حبرٌ إذا كثرتْ صُفرتُها حتى تضرِبَ إلى السَّواد. والحِبرُ: الأَثرُ يبقى على الجلد من الضَّربِ. يُقالُ: قد أحبرَ جلده إذا بَقِيَ به أَثَرٌ بضربٍ وأنشد:
لقد أشمتَتْ بي أهلَ فَيْدٍ وغَادَرَتْ ... بكفِّيَ حِبراً بنتُ مَصَّانَ بَـادِيا
قال أبو العبَّاس: وأنا أحسبُ أنَّه سُمِّيَ بذلك لأن الكتبَ تُحَبَّرُ به أي تُحَسَّنُ.وقال الأُمَوي: إنَّما سُمِّيَ الحِبرُ حِبرَاً لأنَّ البليغَ إذا حَبَّرَ به ألفاظَهُ وأَتَمَّ بيانَهُ أحضرَ معانيَ الحِكَمِ آنَقَ من حَبَرات اليَمَن ومفوَّفات وَشيِ صَنعاء.

( الزخرفة )

14- وأنشد المُرَقِّشُ :
الدَّارُ وَحشٌ والرسومُ كمـا ... رَقَّشَ في ظَهرِ الأديِمِ قَلَم
وبهذا البيت سُمِّي المُرَقِّش.

( القرطاس )

15- تَقولُ العَرب: قِرْطاس وقُرْطاس وقَرْطاس ثلاث لغات وقِرْطَس وقَراطِس مثل: دِرهَم ودَراهِم.

16- وتقولُ: قد قَرطَسَنَا فلانٌ إذا أَتَى بقِرطَاس.

( السَّحَاة )

17- وأصلُ السَّحوِ: القََشْرُ ومنه يُقالُ: سَحَوتُ الطينَ عن رأسِ الدَّنِّ: إذا قَشَرتَهُ. ومنه سُمِّيَتِ المِسحَاةُ مِسحاةً لأنَّها تقشرُ الأرضَ.

( العنوان )

18- تَقولُ العربُ: هو عُنوانُ الكتابِ وعُنيانُهُ وقد مُعَنوَنٌ وعنَّنتُهُ تَعنيناً وهو كتابٌ مُعَنَّنٌ.

( القراءة )

19- قالَ أبو عُبَيدَةَ: تَقولُ: قد قرأ البعيرُ العَلَفَ إذا جمعه في شِدقِهِ.
ومنه قَولُهُم للحوضِ: مِقراة لأَنَّهُ يُجمَعُ فيه الماء.ومنه سُمِّيَتِ القُرَى لأَنَّهَا مجامِعُ النَّاسِ الَّذين يَنزِلُونَهَا.

( الديوان )

20- ديوان أصله دِوَّان. كذلك الدِّينار والقِيراط: دِنَّار وقِرَّاط فكرهوا التَّضعيفَ والكسرة فأبدلوا من المُضاعَف الأَوَّل الياءَ للكسرة فإذا زالتِ الكَسرَةُ واتصلَ أحد الحرفين من الآخر رجع التَّضعيف فقلتَ: دُنَينير وقُرَيرِيط ودُوَيوين.

21- قال الأصمعيُّ: والدِّيوانُ أَعجميٌّ في الأصل عَرَّبَتهُ العَرب وكانَ أصلهُ "أي ديوانه" وأوَّلُ مَن قالَ ذا كِسرى وكان أَمَرَ الكُتَّابَ أن يجتمعوا في داره ويعملوا حِسابَ السوادِ في ثلاثة أيَّام وأعجلهم في ذلك وأخذوا فيه فاطَّلع عليهم فرأى قوماً يَحسِبُونَ كأسرعِ ما يكون من الحساب ويكتبون فعجب من سرعة حركتهم فقالَ: "أي ديوانه" أي هؤلاء شياطين وسُمِّي موضعهم ديواناً فاستعملتِ العربُ هذا الاسم حتى جعلوا لكلِّ مُحَصلٍ مجموعٍ من شعرٍ أو كلامٍ أو حسابٍ ديواناً.
.
انتهى.
.
وآمل أنّنا استفدنا :).

الأربعاء، أبريل ٠٩، ٢٠٠٨

تحت مقص الحلاق

أيام العزوبية كنتُ أزور الحلاق كل أسبوعين مرة ولعلها تزيد من كثرة الإهمال وعدم الاكتراث ، المظهر مقبول لكن ترى آثار العزوبية عليه ، لكن الآن بما أنّ الحالة الاجتماعية التي أعيشها تحتّم علي الاهتمام أكثر وأكثر ، فصرت أزور الحلاق أسبوعياً مرة وأحياناً مرتان حسب الحاجة ، وباذن الله لا تكون مجرد موضة في فترة الملكة ونداوم على ذلك.

أيام الصغر كان الوالد يجبرنا على الذهاب إلى الحلاق الهندي القريب من المنزل وكان من حرصه علينا وحُسن تربيته لنا - أطال الله عمره على طاعته - يمنعنا من القصّات المستوردة ، وبالأساس كان الحلاق الهندي لا يعرف كيف يقصها ، والآن وكلٌ منا أصبح له حريته في الذهاب إلى ما يريد وما يشاء ، فإني أقصد حلاقَين ، أحدهم باكستاني عمله جيد ، والآخر تركي وعمله فاخر ، وحقيقة أني بدأت أستغل جلوسي على كرسي الحلاق للتعرف عليهم أكثر وعلى ثقافاتهم ، وإن كان الباكستاني لا يعرف غير التشكّي والتذمّر إلا أنك تتعرف على معاناتهم في الحياة .

أما الحلاق التركي فإني أستمتع معه ، أجلس دائماً على الكرسي ، ويأتيني راكان التركي << مسجل اسمه في موبايلي بهذا الاسم . حدَّثني عن تركيا وعن جمالها وروعتها ، حتى أنه شوقني لزيارتها فعلاً ، راكان من سكان مدينة "أنطاكيا" قريبة من الحدود السورية ، وهذا فسّر لي سبب ميل كلامه إلى اللهجة السورية ، وجميع من يعمل هناك هم من أهل أنطاكيا ، وحسب كلامه أنّ هذه المدينة خلابة رائعة ، ونصحني إذا أردت الاستجمام وترك الازعاج والصخب بأنْ أتوجه لها ، فقط للمناظر الطبيعية وراحة البال ، إذن لعلها تصلح للإخوة المهتمين بالتصوير ، وذكر لي وجود الكثير ممن يُتقن العربية في تلك المنطقة . تركيا بلد غني - حسب كلامه - لو كانت دولة نفطية ، فهذا ما يجبره على التغرّب والابتعاد عن أهله .
بادرته سائلاً هل صحيح أنّ البنزين باهض الثمن عندكم ؟ قال نعم هذا صحيح . فقلت : إنّ أحد أصحابي أخبرني أنه ملأ سيارة سوبربان الكبير وكانت فارغة بـ [ ... ] وسكتُّ ، قلت له : كم تتوقع ؟ فقال لي : لعله مبلغ 80 أو 85 ديناراً كويتياً ! قلت له : نعم فعلاً ملأها بـ 90 ديناراً كويتياً ! أي ما يقارب 1170 ريالاً سعودياً !! ، لم أخبره بالمبلغ بداية لأعرف إن كان يعرف الأسعار فعلاً ، وقد قارب تماماً من السعر ، يا للهول يا أحبة ، كيف يعيش الناس هناك ؟ فقال لي : أنّ أهل التكاسي فعلاً يتعبون من هذا الأمر . ونصحني ألا أؤجر سيارة أو أذهب بسيارتي للسياحة هناك والاعتماد على سيارات الأجرة أوفر بكثير .

سألته مرّة : كيف تعلمت الحلاقة ؟ هل درستها ؟ أم تعلمتها ومارستها ؟.
فقال لي : تعلمتها ، وأغلب من يعمل بهذه المهنة غالباً يضطر أن يعمل في صالونات النساء ، ليتعلّم أموراً لا يستطيع تعلمها في الصالونات الرجالية .
فنظرت إليه من طرف عيني ، فضحك وقال : الوضع "مسخرة" فعلاً هناك ، عليك تعلم الاستشوار ، والحف ، والتدليك ، ولا يسلم الوضع من التحرشات والمغازلات ، لذلك توجهت للعمل مع الرجال أريح لبالي وتفكيري .

الحديث مع الحلاقين جميل ورائع وممتع ، فيه نوع من التواصل الثقافي الجميل ، تحدثت مع راكان عن الرياضة ، عن الدين ، عن السياسة ، عن الزواج .. أمور كثيرة لا نريد التطوال في ذكر الأمثلة والتركيز على الفكرة العامة بالمقال.

ألم يستهويكم حديثهم ؟ ألا تريدون خوض التجربة الرائعة في هذا التواصل الجميل ، حدثوني عن تجاربكم ، أظنّ أنّ النساء أيضا لديهم هذا التواصل شاركونا وأمتعونا :).

كل المحبة لكم ،،

- - -

قمنا بعمل استفتاء في المدونة وهو : ما هو نوع الموبايل "الجوال" الذي تستخدمه ؟
صوت معنا 47 شخصاًً ، وكانت النتائج كالتالي :
33 صوتا للنوكيا بنسبة 70%
10 أصوات للسوني أريكسون بنسبة 21%
4 أصوات للبوكت بي سي بنسبة 8%
صوتان للموتورلا بنسبة 4%
ولا صوت لـ : إل جي ، سامسونج ، غيرها .

هل من مقتراحات للتصويت القادم ؟ شاركونا :)

الثلاثاء، أبريل ٠١، ٢٠٠٨

أدب سجن الزواج !



لكم أن تتخيلوا أن أعود للكتابة بعد فقدت لياقتي لمدة شهر كامل ، كم أنا متشوّق لها جداً ، وكم حدّثتني نفسي بالكتابة من خلف قضبان السجن الزوجي ، أتسائل دوماً كيف ستكون الكتابة ؟ كيف هي طعمها ورائحتها ولونها ؟ هل سيكون الاخراج مثل اخراج أدب السجون ؟ أم أنّ اخراج أدب سجن الزواج له طعمه الخاص ؟ ، ولأنني كنتُ مشغولاً أو شبه معقودٍ على يديّ لم تسنح لي الفرصة لتصفية الذهن جيداً للكتابة ، أحببت الكتابة فعلاً ولا أخالني أريد تركها ، لذلك ما إن سنحت لي الفرصة الآن فسأستغلها ، فالمدام مُقبِلة على فترة اختبارات << مساكين الطلبة ، لذلك لدي متسع من الوقت كي أرتب أوراقي ، وأفجّر ما لدي من أدب هذا السجن الجديد ، لعلنا نشعر بالفارق .
كيف أحوالكم معشر العزّاب ؟ لعمري أني أتذكر أيامكم ، وحياتكم ، فإني قريب عهد بمجتعكم ، بل أني فعلياً قريبٌ نوعاً ما من حياتكم ، فلم تحن ليلة العمر بعد ، وربنا يسهّل .
أتذكر كيف هي بداية الطفرة ! والثورة ! على الأهل .. معلناً بأعلى صوتك قائلاً لوالدتك وهي تقرأ الصحيفة : "أريــــد الـــزواج" !! وأنت لم تتجاوز الخامسة عشر من عمرك ، فتعطيك الوالدة نصف نظرة من تحت نظارتها ، ثم تعيد القراءة ، طبعاً في هذه الحالة تحاول جذب الانتباه قدر المستطاع فتصرخ وتصيح وتتلوى ، وتتعلم بعض الحركات البهلوانية لتطبقها أمام والدتك لترحمَ ضعفك ، لكن دون جدوى ، تنسدح تتشقلب تتقافز ، وهي تنهي قراءة جريدتها لتذهب إلى المطبخ وكأن شيئاً لم يكن .
بعد ذلك تجرّب طريقة أخرى لعلها تفيدك ، فتبدأ تكلم والدتك عن الفتن التي تواجهك في خروجك من المنزل ، وأنّ الزمن هذا زمن الفتن والشهوات والفضائيات والنساء المتبرجات ، وأنت ضعيف النفس تخاف على نفسك أن تقع بالحرام ، فيرقّ قلبها لك ولعلها تضمك وتقول : "يحليله وليدي كبر ويبي يتزوج". تحاول بطرق أخرى ، تُسمعها لها نشيدة " انصر عبادك .. " لكن أيضا ما مِن مجيب وما مِن منقذ .
بعدها مرحلة أخرى تبدأ عند دخولك الجامعة ، السيارة معك ، وعليك مسئوليات أكثر ، وتحس أن مافيه أحد قدّك ، فتفكر مرة أخرى في موضوع الزواج لتعيد فتحه على الوالدة ، لكن هذه المرة بأسلوب أرقى وأهدأ ، وتوضّح لهم أنك رجل كبير بالغ عاقل ، بامكانك تحمّل المسئولية ، تروح تجلس عند الوالدة بكل سمت ووقار ، وقبلها تقول لها : "يمه ما عليج أمر بغيتج بكلمة راس" ، لكي تضفي للموضوع نوع من الجدية ، وأمك مسكينة تحط يدها على قلبها ، وتروح معك لغرفتك ، وتقولها الموضوع ، بعدين أمك تطالعك بصمت لمدة دقيقتين بعد ذلك تقولك : "ماعندي مانع ، لكن زهّب قروشك وانهي القضية" ، فإذا فيه خير ونعمة الأهل ماراح يقصرون معاك ، وإذا إنك مفلّس وماعندك شغل بس مترزز وانت حافي فتسكت وتحبس دمعتك لما أمّك تخرج ، أو أنك تبدا بأسلوب الهجوم مرة أخرى ، فتفقد السيطرة .
لعلك تمارس أسلوب "الزعلان المطنش" لكي تضغط عليهم ، وبعض المرات ينفع هذا الأسلوب في كسر قلب الأم لكنه وقت الجدية مالك إلا تكسر رقبة من أنواع التوهّق والبلشة ، أسلوب الزعلان المطنش ، أسلوب ضغط ، تزعل ما تكلم أحد بالبيت ، ومطنش بكل أهلك ، تطلع من الصبح للجامعة وما ترجع إلا وقت النوم ، أكلك خارج البيت ، وبعض المرات تجي مبكر وقت الغدا لكي تغير ملابسك أو تاخذ لك حمام سريع ، ويقولون لك : "تبي غدا" ، فتقول : "لا ماني مشتهي آكل" ، طبعاً تكون انت بالجامعة تارس كرشتك ، ولعل هذا الأسلوب ينتهي بالصدام مع السلطة العليا بالبيت وهو الوالد بأنه يجبرك على الجلوس ، لأنّ أمك متعبة أبوك من كثر الحلطمة والزعل ، أبوك يبي راحته وانت مخرّب عليه الجو ، لذلك سيجبرك على الرضوخ ! .
من وجهة نظري .. على الرجل أن يكبّر راسه ، ويعرف متى يتزوج ، ويكون واقعي ، وفي نفس الوقت لا يهمل الزواج من باب أريد أن أكوّن نفسي ، فالزواج فيه راحة نفسية فضلاً عن غيره من الفوائد كسد الفراغ العاطفي ، وتحصين النفس من المحرمات ، على الرجل أن يطلب من الله التوفيق والعون ، ولا ينسى أنّ الرزق على رب العالمين ، قال تعالى : { ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب ..} .
سعدنا بالعودة إليكم ، وهذا بداية عصر أدب سجن الزواج ، ولعل ما كتبناه فاتحة خير وبداية موفقة .
كل المحبة والود لكم :) .

الاثنين، فبراير ٢٥، ٢٠٠٨

فلتـحيـا الـحَـلـطَـمَة

الحلطمة ، مصطلح كويتي - أو لعلّه خليجي حيث لا فكرة لديّ إن كان الخليجيون يستخدمونه أم لا - يُطلق على عملية تمارسها جميع طبقات المجتمع غنيها وفقيرها ، صغيرها وكبيرها ، شريفها ووضيعها ، ذكرها وأنثاها ، وهذه العملية عبارة عن : حديث بين الشخص ونفسه ، سواء بصوت مسموع أو خافت أو سِرّي ، يدور حول التذمّر والتشكّي ! .

كيف ذلك ؟


في الطفل مثلاً ، تجده في بيت جدّه في الحوش مثلاً يناقز ويطامر فرحاً ، يلعب مع الأولاد والبنات ، ويتحرش بهذا ، ويضرب هذي ، شيء طبيعي غالباً ما يحدث ، ولكن - في هذه الأيام - تخرج أمّه لتتفقّد الأوضاع من باب الاطمئنان على عملية السلام - مثلها مثل قندرة رايس* - لترى الجُرم العظيم الذي ارتكبه هذا الولد ! كيف تلعب حاااااافي ؟! ليش ما لبست الجوتي - أي الحذاء - ؟ جم مرة أقولك لا تلعب حافي ؟!! ، طبعا هذا التحكم بحرية الطفل ، وبعد اجباره على لبس الحذاء رغماً عنه تبدأ عملية التحلطم أو الحلطمة : "يعني أبي أفهم ؟ ليش تخليني ألبس الجوتي ؟ أنا شسويت ؟ ليش كله تضربني وتزفني ؟ يعني شنو بيصير لو لعبت حافي ؟ والله أمي تذبحني ؟ أنا أصلا ما أحبها .." الخ.

تأتي الزوجة إلى زوجها في اليوم الأول : فلان ترى صاحبتي عندها بعد أسبوع حفل استقبال وأبي أروح ، وماعندي شي ألبس ، أبي أروح السوق.
الزوج - لا شعورياً - : طيب خير .
اليوم الثاني ، الزوجة : طيب ، ترى أبي أروح السوق الفلاني ، وأبيك تعطيني 100 دينار على الأقل.
الزوج - لا شعورياً - : طيب أبشري.

اليوم الثالث وقبل الحفل بأيام ، الزوجة : ها شفيك متى بتعطيني الفلوس ؟
الزوج - شعورياً - : أي فلوس ؟
الزوجة : فلوس السوق !؟
الزوج : شحقة ؟
الزوجة بغضب : عشان حفل استقبال رفيجتي قايلت لك من قبل يومين !!!
الزوج : آها طيب طيب .. ويعطيها.
الزوجة هنا تبدأ الحلطمة : " يعني ليش ما يسمع ؟ ولا ينتبه ؟ أكلم الطوفة أنا ولا شلون !! شالحل مع هالزوج ؟ أبي أعرف ليش كل الرياييل ما يسمعون ولا يهتمون ؟ ليش يجيبون العلة حق قلوبنا ؟ لا المشكلة كله يلومون الحريم وهم المساكين ، صراحة ما ننلام إذا هذي تصرفاتهم وعمايلهم !! .." الخ .


ولد في الثانوية ، ضعيف ، قصير القامة ، يلبس نظارات ، ويجلس في الصف الأول ، ويدخّل قميصه داخل البنطلون ، يجيه ولد آخر طويل ، وبدين ، شعره كشّة ، من أصحاب الكراسي الخلفية ، ويشوف الأول جالس ينظف نظارته ، بكل برود يصكّه وحدة على قفاه ! طيب ليييييييييييش ؟ ، كيفي قفاك عاجبني ، وطاااااخ ثاني .. ويكمل طريقه ، ماذا يفعل الولد ؟ ما الحل الذي بيده سوا الحلطمة ؟ " ألعن .. الله يا... أبو... أم... يا .. يا .. يا .. يا رب تسقط وأفتك منك السنة الجاية " .. الخ .

فبدأت أستخلص أنّ الحلطمة شيء مثير ومهم في حياتنا ، والجميع يحتاجه ويمارسه ، إن لم يكن يومياً فهو شبه يومي ، أو على الأقل أسبوعيا لمن تخلو حياته من الأكشن والدراما .

لعله نوع من التنفيس النفسي نمارسه لنخفف الآلام عن أنفسنا ، لا أدري حقيقة ، بالإمكان وجود سبب آخر أو دافع آخر للحلطمة ، الله أعلم ، لكن لا يهمني ، بقدر ما يهمني أن تستمر الحلطمة ، فهي مهمة في حياتنا .

فلتحيا الحلطمة .. فلتحيا الحلطمة :)


كل الحب :)

(*) قندرة رايس : يعني كونداليزا رايس ، كان أحد دكاترتنا الفضلاء يُطلق عليها هذا الاسم ، وكلمة "قندرة" كناية عن القبح :).

الثلاثاء، فبراير ١٩، ٢٠٠٨

ألا تغــار ؟ الجواب : لا


قال سعد بن عبادة سيد الأنصار رضي الله عنه : لو رأيتُ رجلاً مع إمرأتي لضربته بالسيف غير مصفح ، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال : "أتعجبون من غيرة سعد ؟ لأنا أغير منه ، والله أغير مني " . متفق عليه .

تأمّلت هذا الحديث من جهة تفاوت الناس في طبائعهم ، كيف أنّ الأنصار - وهم من هم - تعجبوا من شدة غيرة سعد ، إذ أنّ الموقف الذي فيه سعد يستدعي الشرع منه أن يحضر أربعة شهداء وألا يعالجه بالسيف ! ففي الروايات الأخرى للحديث أنّ سعداً سأل النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً : أرأيتَ الرجل يرى مع امرأته رجلاً أيقتله ؟ قال له النبي صلى الله عليه وسلم : "لا " ، فقال سعد : بلى والذي أكرمك بالحق ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم مخاطباً الأنصار : " اسمعوا إلى ما يقول سيدكم ، إنه لغيور ، وأنا أغير منه ، والله أغير مني " والرواية في مسلم .
تعجّب الأنصار من ردة فعل سيدهم سعد ، وتعجبوا من شدة غيرته أيضاً ، فطلب النبي ألا يتعجبوا ، بل هو أشدّ غيرة ، هي حادثة حدثت في عصر النبوة ، دلّت على أنّ الناس يتفاوتون في مشاعرهم في مبادئهم ، لذلك هذا ما يستوجب عليك عندما تنطلق في العالم الواسع ، وتواجه ألوان الناس ، بل حتى عند اختلاطك مع مجتمعات مصغرة في مجتمعك الكبير ستجد اختلاف الطبائع لديهم .


هل أخطأ الأنصار في عدم وصول غيرتهم إلى غيرة سيدهم سعد ؟
ولم يأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يصل مستوى غيرتهم إلى هذا الحدّ ، لأنّ هذا الشيء يتفاوت .


ليس حديثي عن الغيرة ، إنما بشتى أنواع الطبائع والسلوكيات ، لنستوعب ونفهم أنها متفاوتة ، حتى إذا جلست مع غيرك لا تجبرهم على بغضك بما تحتقرهم به ، وكذلك لا يجب عليك أن تحتقر من ترى فيهم شدّة في الطبائع ، إذ المطلوب احترام هذا التفاوت والتعايش معه .

مثال آخر ، عندما رأى النبي صلى الله عليه وسلم في رؤياه بيتاً في الجنّة فسأل لمن هذا البيت فقيل له لعمر ، فهمّ أن يدخله لكنه امتنع بسبب تذكره لغيرة عمر ، فبكى عمر متعجباً كيف يظنّ النبي صلى الله عليه وسلم أنه يغار منه ، الغيرة فيها ارتفاع عند عمر فاحترم النبي صلى الله عليه وسلم هذا الشيء في عمر . والقصة في البخاري .
كذلك ، أسماء بنت أبي بكر زوجة الزبير بن العوام عندما كانت تحمل النوى فلقيها النبي صلى الله عليه وسلم فأراد أن يحملها ، فاستحيت أسماء وتذكرت غيرة الزبير أن تركب والرجال مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فتركها النبي صلى الله عليه وسلم لمّا رآها مستحية ، فاحترم النبي صلى الله عليه وسلم هذا الطبع فيها وهذا الطبع في الزبير ، ولم يكن ليقدم النبي صلى الله عليه وسلم في عمل فيه اساءة ، حاشاه وكلا ، والقصة في البخاري .

ما أريد توضيحه أحبتي :) العالم واسع ، وفيه تختلف مشارب الناس ، ولنعلم التفاوت في طبائعهم ونفوسهم ، والإسلام جاء ليتماشى مع كل المجتمعات فيحترم ما يقبل المرونة ، ويهذب من يقبل التهذيب ، ويمنع ما هو مرفوض ، ويشجع على ما هو حسن وطيّب .


لكم لك المحبة،،

الأربعاء، فبراير ١٣، ٢٠٠٨

لماذا يعشق "الزهراويات" الحنّة والرنّة ؟



يكتسي سكّان كوكب المريخ بعض الأحايين طقوسٌ وحالاتٌ ، فعندما تأتي إليك هذه الحالة - صديقي المرّيخي - فإنك تحب أن تكون "بيتاوياً" ، تريد الجلوس بـ "الشورت والتي شيرت" ، وفي بعض الثقافات بـ "الوزار" ، أو فقط السروال الواسع ، وأركّز على الواسع بالذات لضرورة التهوية والراحة و"الكمفورتوبال" و"الريلاكسنج" ! .
،
بعد ذلك ، تجلس على أريكتك الناعمة المريحة ، وبعضنا يكون قد خصص لهذه الطقوس كرسياً خاصاً وهو معروف في السوق باسم Lazy Boy أي الصبي الكسلان ، مريح جدا على ما تشتهي ، فيتمدد مع حرارتك وينكمش مع برودتك ، يبعث على النوم والكسل والخمول وهو المطلوب ، تجلس وتفتح التلفاز وتجلس لكي "تدوّج" بالقنوات ، طبعا بالريموت ! ، وبالتأكيد لا ننسى "السناكس" الوجبات الخفيفة من بيبسي وما في معناه ، وشبس ، وككاو ، وحلويات ، وكل صنف يساعد الكرش على التمدد بأسرع وقت ممكن ويتفخها ، لذلك نبّهت أنّ اللباس يكون واسعاً لهذه التمددات التي ستطرأ .
،
وبعد الأكل عليك رمي الزجاجات والفضلات تحتك وبجوارك ، لن ينفع أبداً أن تذهب وتلقي بها في القمامة ، ولا تريد أن يأتي أحد لتنظيفها للحفاظ على الخصوصية ، بعد ذلك ، تتناول بيدك "فصفص" أو "بَنَك" أو "حب شمسي" ، أو " ترمس" ، أي شيء تقدر تطقطق فيه . وكم يكون جميل أن تُعرض مسرحية أو الكاميرا الخفية أو أي شيء يدفعك لتوصيل ضحكاتك للجيران ! وكم هو جميلٌ أيضا أن يكون بجوارك اللابتوب لتدخل على يوتوب وتكتب فيه كلمة "funny" أو أي اسم لاعب كرة يعجبك لعبه أو اسم كرتون وتجلس وتستمتع ، وبعد يوتوب تنطلق إلى المعالي أو أي منتدى تتهاوش وتتعارك قليلا ، وبعد الانتهاء من هذا تروح على الجزيرة الرياضية فيه مباراة في هذا الوقت ، وقبل البدء تتصل على مطعم وجبات سريعة ، وتطلب كل وجبات المطعم Big size بالتأكيد ، تأكل وتشاهد إلى أن يخرج الأكل من خشمك وتحس إن سرّتك بتنفجر وأنّ السروال قد ضاق عليك رحبه وسعته .
،
،
هو لا يريد الخروج مع أصحابه المريخيين ، ولا يروح المخيم ، أو الاستراحة ، ولا ينزل الديوانية ، يريد هذا الوقت للكسل فقط !
،
لكن هل تعلم عزيزي المرّيخي - وأظنك توافقني في هذا - أنّ هذه الأمسية الرائعة الجميلة سوف تفسد عندما تسمع قرع أقدام إحدى الزهراويات "زوجة ، أخت أو غيرهما" تدخل عندك .. وتبدأ "الحنّة" و "الرنّة" و "القرقة" و "السوالف" !!
أعلم أنّ بعض المريخيين لن يجيد التعامل مع هذا الموقف ، فتجده سيتأفف وينزعج ..
والكثير منهم يغلق قناة الاستقبال تجاه أي ارسال زهراوي ، ويبدأ بارسال ذبذبات مبرمجة دون وعي منه ، مثل :
ايه.
صح صح.
شلون صار هالشي؟.
لالا ماعندها حق تقول عنج جذيه.
زين تسوين فيها.
وبعدين شصار.
...الخ
،
تنبيه لساكنات كوكب الزهرة !!
عندما ترين رفيقك المرّيخي في هذا الوضع وفي هذه الطقوس الجميلة ، أرجوكِ لا تعكري الجو .. ابتعدي قدر الامكان .
إذا كنتِ متزوجة ولم تعلمي سبب سماح زوجكِ لكِ بالذهاب أسبوعياً لبيت أهلك فإنّ السبب الرئيسي هو لممارسة هذه الطقوس المريخية .
،
ما أكتبه وأقوله ليس لاثارة الزهراويات ولا الدخول في مشكلات معهن ، لكن التنبيه لهذا الشيء.
،
أيضا عزيزي المرّيخي ، إذا رأيت زهرتك تريد الحديث ، أرجوك توقف عن إرسال هذه الذبذبات دون وعي ، واستمع لها فإنهن مخلوقات يحبذن الاستماع لهن ، والتفاعل معهن ، فإنك إن فعلتَ ذلك سوف تكسب قلبها وعقلها ، وستهديك دعواتها الصادقة ، والمدح والثناء العطر أمام أهلها وصويحباتها الزهراويات.
،
شكراً لكم :).
،
ملاحظة : د.جون جراي لديه كتاب بعنوان " الرجال من المريخ والنساء من الزهرة" شبه فيه الرجال أنهم يسكنون في كوكب المريخ ، والنساء من كوكب الزهرة ، منهُ أخذت هذا التشبيه ، لذا اقتضى التنويه.

الجمعة، فبراير ٠٨، ٢٠٠٨

انكار المنكر باليد .. توضيح



استنبط الفقهاء طُرق انكار المنكر ومراتبه من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، ومن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان " ، حديثي إن شاء الله عن المرتبة الأولى ، وهي مرتبة الإنكار باليد ، وسأتحدث عن نقطتين في هذه المرتبة .
النقطة الأولى : قال البعض أنّ مرتبة الانكار باليد خاصة بالإمام أو من يوكله وليس لآحاد الرعية الحق في انكار المنكر باليد ، وهو قول بعيد مجانب للصواب ، بل هو تخصيص بدون دليل ، والأدلة الواردة في الحث على انكار المنكر باليد لجميع المسلمين ولم يأت التخصيص ، بل عليه عمل السلف في كسر آلات اللهو والطرب والخمور . لذلك يقول ابن قدامة رحم الله : " واشترط قومٌ كون المنكِر مأذوناً فيه من جهة الإمام أو الوالي ، ولم يجيزوا لآحاد الرعية الحسبة ، وهذا فاسد ، لأنّ الآيات والأخبار عامة تدل على أنّ كل من رآى منكراً فسكت عنه عصى ، فالتخصيص باذن الإمام تَحَكّم " .
النقطة الثانية : يستشنع البعض مسألة الانكار باليد لآحاد الرعية ، ودائما يتصور أنّ مسألة الانكار باليد سوف تتضارب مع الأصل العام الذي وضعه أهل العلم في مسألة الانكار وهو " ألا يترتب على الانكار منكرٌ أعظم منه " فلذلك هو دائم الاستشناع لهذه المسألة خوفاً من ترتتب المنكر الأعظم ، وسوف تجده يقول بالقول الأوّل الذي فندناه ، وذلك أنّ الحاكم - في نظره - سوف يستطيع التحكّم بالأمور والنتائج فلن يترتب عليها منكراً أعظم منه .
وأنا أقول أنّ سبب هذا الاستشناع ولجوءه للقول الأول خطأ تصوره لمسألة الانكار في اليد ، فهو يتصور أنّ الانكار باليد يعني الضرب فقط! وهذا بالتأكيد سوف يؤدي إلى الاستشناع .
لكن لأوضح أنّ الانكار باليد لا يعني الضرب دائما :)
إذ المقصود في حديث النبي صلى الله عليه وسلم وتوجيهه هو "تغيير المنكر" ، فأنت إذا رأيت منكراً فتغيره بيدك ، كأن ترى قنينة خمر فتكسرها ، أو آلة عزف فتكسرها، هذا يسمى تغييرا للمنكر باليد ، ولا يعني أن تذهب لمن يشرب الخمر فتضربه ، وكذلك كما وضح النبي صلى الله عليه وسلم لعليّ بن أبي طالب ألا يدع قبراً مشرفا إلا سوّاه ، ولا صورة إلا طمسها ، ولا وثنا إلا كسره ، فهذه أمثلة أخي الفاضل على الانكار باليد وتغيير المنكر .
هل يصل الأمر إلى الضرب ؟ :)
نعم قد يصل إلى ذلك إذا لم يتمكن من تغيير المنكر ، لأننا نقول أنّ الأصل هو تغيير المنكر وليس القصد هو الايذاء أو الضرب بذاته ، ومَن قال مِنَ الفقهاء بجواز الضرب حدّده بتغيير المنكر ، وأن يقتصر على المطلوب فقط دون التعدّي ، وألا يصل الأمر إلى إشهار السلاح ، وبعضهم قال - كابن الجوزي - ولو أشهر سلاحه - أي المنكر عليه - واستعان برفقائه ، فأشهر سلاحك واستعن بمن تستطيع .
استعرضتُ هذا الحديث لكي أوضّح اللبس الذي عند الناس في هذه القضية ، وليس لمناقشة حدث صار أو حادثة تُثار ، أو تقييمها أو قياس صحتها ، أريدهم أن يتفهّموا المعنى الصحيح للانكار باليد ، ويبتعدوا عن التصوّر الخاطئ في أنّ الضرب = الانكار باليد ، إذ أنّ المقصود هو تغيير المنكر فقط وإن احتاج للضرب فيقتصر على الحاجة وليس هو بلازم ، لأنّ القاعدة العامة في انكار المنكر هو ألا ينتج عنه منكر أعظم منه ، والمسألة ترجع لتقدير المنكِر ، لذلك عليه أن يتق الله تعالى في عباد الله والمسلمين وألا يستهين بحرمات الله تعالى وألا يتخاذل ويتكاسل عن الانتصار لها .
أشكر لكم القراءة ، لكم أجمل الودّ والمحبة ، والدعوات القلبية :).

الثلاثاء، فبراير ٠٥، ٢٠٠٨

شسالفة أسماء المناطق والمُدُن ؟!

"بقيق" منطقة في السعودية ، يقال - والعهدة على الراوي- أنّ سبب تسميتها بهذا الاسم هو أنه في بداية تسجيل أسماء المناطق في السعودية كان يمشي الرجل الإنجليزي الموكّل بهذا الأمر مع أحد الرجال البدو في سيارتهم متجولين في المنطقة الشرقية لتسجيل أسماء المناطق ، ومن الدمام إلى الخبر إلى الجبيل إلى رحيمة إلى النعيرية ، وهالانجليزي طايح بالدفتر يكتب ، إلى أن تعب وزهق هالبدوي من الفرارة والدوجة ! وكان ذلك حين وصولهم إلى منطقة "بقيق" ، فسأله الانجليزي : وات إز ذا نيم أوف ذيس إيريا ؟ ، وش إسم هذي المنطقة ؟ ، فالبدوي قال كلمة متداولة عندهم وهي : "أبكيك" ، وهو يقصد جِعْلك تموت وأبكيك . فالانجليزي قام وكاتب بالدفتر عنده ابقيق .
طبعا هذي قصة متداولة لعلها ظريفة ، وأستبعد صحتها ، لكن فعلا يا سادة شسالفة أسماء المناطق والمدن عندنا !؟ لعلّ من جهلي فعلا ألا أعرف معنى مدينة السلام "بغداد" ، أو لا أعرف معنى "دمشق" ، أو "القاهرة" ، أو "بيروت" ، أو "أبو ظبي" ، أو "كيفان" ، أو "الفنطاس" ، أو "مكة" ، أو "الطائف" ، أو "القروان" ..إلخ ، من جهلي لم أعرف معنى هذه الأسماء ، أو سبب تسميتها ، بالتأكيد لهذه المدن أسباب في لتسميتها ، فعلاً نحتاج أن نطلع كثيراً لنعرف ، لعل ياقوت الحموي في معجم البلدان ذكر بعض هذا في كتابه ، لا أدري ، لعلي أخبركم إذا راجعته.
عموما حديثي ليس عن هذه المناطق أو المدن ، لكن أتوافقوني بوجود بعض المناطق إلي فعلا أسماءها ما تترقّع ؟ ولا فعلا تفشّل .. طيب أنا بقولكم اسم منطقة في الكويت ، شرايكم بـ "المهبولة" بالله عليكم هذا اسم منطقة ؟! ههههه ..
- يا الحبيب إنت وين ساكن؟
- والله في المهبولة.
ههههه
صراحة أحس أتفشل لو إني ساكن بهالمنطقة إني أقول إني ساكن فيها بسبب اسمها مع فائق احترامي وتقديري للإخوة القاطنين هذه المنطقة ، عاد والله المهبولة فيها عمارات جديدة الله يستر ما تكون شقتي فيها هههه .
ولا منطقة اسمها "جنوب السِّرّة" !! تكفة جنوب السرة شنو بيكون ههههههه ، وقلّبوها شوي براسهم لقوا إنّ "جنوب السرّة" منطقة كبيرة قالوا خل نقسّمها ، فعطوا وحدة للسنّة سمّوها "ضاحية الصدّيق" ، والثانية للشيعة سمّوها "ضاحية الزهراء" عشان إرضاء الأطراف الباقية.
ولا عندنا منطقة اسمها "أبو فطيرة" هههههه ، وأخوه اسمه "أبو حليفة" !! واختهم اسمها "أم الهيمان" !! ترى جد ما أتغشمر هذي أسماء مناطق ؟
خلصنا من السرّة ، قالوا شلون بس عضو واحد من أعضاء الجسم ؟! ما عجبهم ، قالوا بنسمي منطقة ثانية "الظّهَر" ! لالا مو كافي ، عطونا اسم منطقة ثانية "كبد" ! وفي السعودية سمعوا عنّا فغاروا قالوا حنّا عندنا "حفر الباطن" و "الزلفي".

كأني حرقت مناطقنا وايد صح ؟
نجي على السعودية ، ممكن تفهموني شنو يعني "ظلم" ؟! شلون نقرأها ؟ ظُلْم ، ولا ظَلَم ، ولا شلون .. أحس رحنا فوق ولا تحت اسمها بيكون ذنْب :/ .
طيب شسالفة "الدمّام" ؟ .
زين فيه خوات بعد السعودية شسمهم ؟ إييه "شقرا" و"أشيقر" .. أظن هذا هو اسمهم .. شسالفتهم هههه.
أهل "عنيزة" مقتنعين بهالاسم؟
ولا لا تجي على "الرياض" الله اسم جميل يوحي لك بـ الرياض النضرة ، الرياض الغناء ، ودك تدخل تشم الهوا العليل ، لكنك تدخلها من بين جبلين مقصوصين ، وتدخل الشوارع زححححمة ، وما فيه اعتراف بحارة الأمان ، ومد بوز سيارتك لكي تعبر أولا ، فمن مد بوز سيارته أولا له الأحقية في المرور .
طيب أهل "عرعر" شخباركم؟

ليس القصد الحصر ، إنما مجرد الذكر ، ودّكم تساعدوني نعرف شسالفة أسماء المناطق هذي؟
تتوقعون سوالفها مثل سالفة "بقيق" ، ولا خلصت الأسماء؟
نحن لعلنا تعوّدنا على هذه الأسماء ، فألفناها ، لكن لو يأتي أحد من الخارج وتخبره بها فسينفجر ضاحكاً .

عطونا آراؤكم :).

لكم كل المحبة والود ، حبايب والله :).

الخميس، يناير ٣١، ٢٠٠٨

انحطاط مواضيع شعراء "شاعر المليون"

لستُ من محبي متابعة وقراءة الشعر النبطي أو الشعبي ، ولا أنجذب إليه دوماً ، إلا القليل منه مما يظهر منه الحكمة والتشبيه الرائع والتصاوير الأخاذة ، أما بشكل عام فعلا لستُ من معجبيه .

أجبرت هذه الأيام أني أشاهد حلقات متفرقة من برنامج شاعر المليون ، بحكم جلوسي مع "الربع" في المخيم ، وهم من محبي الشعر الشعبي ، وبحكم الأكثرية فعليك أن تتقبل رغبتهم في مشاهدة البرنامج .

في الحقيقة لاحظت أن كثير من الشعراء يسلك مسلكاً وضيعاً ومبتذلاً في قصائده ، ولا أدري لمَ هذا المسلك ، هل لأنهم أعراب ؟ وهذا المسلك يسري في عروقهم .. أعني مدح السلاطين والرؤساء والدول .

شخصياً أرى أن هذا المنحنى سخيف جداً ، وطوال الحلقة تسمع مدح في فلان وعلان ، تريد أن تسمع الابداع الشعري تريد أن تستمتع بغزل أو حكم أو فخر وعزة في الأمة ولكنك تجد القليل ، وإن سلمت قصيدة الشاعر من هذا الموضوع ستجده قبل أن يبدأ بها سيقول : " لتسمح لي اللجنة ببيتين .. " ويعطيك مدح باللي يقصده .

هذا الأسلوب ذكرني بالشعراء الصعاليك ، الذين يضربون أبواب الملوك لطلب الأعطيات ، فتجد هذا الشاعر دخل هالمسابقة ، وقال في نفسه " أنا أدري إني ماراح أفوز خلني أطلع لي بكم قرش ولا درهمين " .

سبحان الله ، درجوا دائما على هذا الأسلوب ، لا أدري لماذا لا يشعرون بالعزة بأنفسهم والأنفة ، بل والمشكلة أنهم يفتخرون في انزال رؤوسهم لعلية القوم وأنهم مأمورون !! أعجب من هذا ، وكان قبلهم أجدادهم يفخرون أنهم لا يدينون للملوك ، كما يقول عمرو بن كلثوم التغلبي الشاعر الفارس صاحب المعلقة :

وأيامٍ لنا غُرٍّ طِوالٍ .:. عَصَيْنا المَلْكَ فيها أن ندينا

فكان فخرهم وعزهم أنه لا ينثني ولا يطأطأ رأسه للملك ، ويطلب من الأعطيات والأموال .

حقيقة آمل أن يتطور فكر هؤلاء الشعراء ، ويتوقفوا عن هذا الدور السلبي الذي يقومون به ، ويرفعون من مكانة الشعر الذي هو ديوان العرب .

الاثنين، يناير ٢٨، ٢٠٠٨

Are you sure you want to delete this memories ?


كثيراً ما تتوارد أمام مخيلتنا تلك المواقف ، وتلك الذكريات التي مررنا بها في حياتنا القصيرة ، المؤلم منها واللطيف ، ودائماً ما نمنّي أنفسنا أننا نتناسى هذه الذكريات المؤلمة والحزينة التي لم تجلب لنا سوى المشاكل والمحن وسوء العواقب .

بل أحيانا عندما نجالس بعضنا البعض نطرح سؤالاً للتسلية الحزينة ، قائلين " لو استطعتَ أن تمسح من ذكرياتك شيئا فماذا تمسح؟ " أو بعبارة أخرى " لو رجع بك الزمان إلى الوراء عشرين سنة عمَّ ستتراجع عنه وتنبذه من حياتك ؟" ، وهنا يبدأ الخاطر بالسرحان حائراً ماذا سيمحو من ذكرياته الحزينة ؟ وماذا سيبقي منها .


لكني أقول ، هل فعلا تريد مسح هذه الذكريات المؤلمة ؟
ستقول لي ، بالطبع ولمَ لا ، هي مؤلمة ، تدفعني للبكاء ، تجبرني على الألم ، أدّت بي إلى التعاسة ، ولو استقبلت من أمري ما استدبرت لما أقدمت عليها ، فهي كارثة بالنسبة لي ، ووصمة عار في حياتي.
لكن - شخصيا - لا أريد محوها ، أريدها .. هي بالنسبة لي " التجربة ، الخبرة " سوف أعدّها كما يقول المثل " كل طراق بتعلومة" .. هي صفعات الزمان التي تجلدك لتصقلك .
نعم إني أقدمت على هذا الخطأ ، لكني تعلمت من هذا الخطأ أني لن أُلدَغ منه مرةً أخرى ، فكيف بي لو أني نسيت أو محوت هذا من مذكرتي ؟ سوف أرجع وأقع بمثل ما وقعت به .
الأخطاء التي نرتكبها ، والقرارات السيئة التي نتخذها ، والحكايات التي نعيشها ، هي رصيدنا الذي نحتفظ به .. هي خلاصة خبرتك في الحياة ، كيف تكون متقنا متمرساً في هذه الحياة إن لم تخض بحارها ؟ كيف ستبارز إن لم تُطعن ؟ كيف ستعدو على الخيل إن لم تُسقطك ؟ كيف ستبري السهم إن لم يجرحك ؟ .

ألا ترى معي كيف يسطر العظماء مسيرة عظمتهم في النهاية؟ يكتبون مذكراتهم ، وتجاربهم ، وكفاحهم ، يكتبون ويسطرون الشنيع منها والبديع ، لتعرف أنهم لم يصلوا إلى ما وصلوا إليه إلا بعد هذا وذاك.



لذلك بدل أن نتباكى على ما مررنا به ، ونمنّي أنفسنا بنسيانه ، لنجعل هذه الآلام سبب فرحتنا ، لأنه نجاحك ، هي حياتك ، هي خبرتك .. إني أفتخر بكل خطأ ارتكبته ، لأنه علمني كيف أتجه للصواب .



ودمتم دوماً فخورين :) .

الخميس، يناير ٢٤، ٢٠٠٨

نظام التخرج من جامعة الكويت .. المتخلف!

أكتب هذا الكلام من واقع تجربة ، فإني بحمد من الله وتوفيقه تخرجت من الجامعة قبل أيام قلائل ، ولم يبقَ إلا تسلّم الشهادة ، وإني هنا أريد التحدث عن الاجراءات المرهقة التي تقوم بها لتنهي أوراق التخرج ، أو ما يُسمّى ورقة "خلو طرف للتخرج" .

بعد أن تملأ استمارة التخرج وتحضر لهم الأوراق المطلوبة وهي : صورة شخصية ، وصورة البطاقة المدنية ، وصورة للجنسية ، وصورة لجواز السفر . بعد ذلك تتسلم ورقة "خلو الطرف" وهي نسختان ، نسخة لك ، ونسخة لهم بعد أن تحضر التواقيع المطلوبة .
ويُطلب منك 5 تواقيع ، وهي : 1- توقيع رئيس القسم التابع له. 2- مكتبة الكلية التابع لها. 3- مكتب الأمن والسلامة . 4- الرعاية الاجتماعية. 5- شؤون الخريجين . ليست المشكلة هاهنا في هذه التواقيع ، لكن المشكلة في البهذلة للحصول على هذه التواقيع ، وسأصوّر لكم ذلك .

لو كنتَ مثلا طالباً في كلية الآداب - مثلاً - في كيفان ، فعليك الحصول على توقيع رئيس قسمك ، ثم تتوجه لمكتبة كليتكم لكي يتأكدوا من عدم حوزتك على كتب من المكتبة ، فإن كان لديك كتبا عليك إرجاعها وإلا لن يتم توقيع خلو الطرف ، ولو كان لديك بطاقة إستعارة عليك إرجاعها ، وإلا لن يتم مرادك ، ولو قدّر الله وكانت بطاقة الإستعارة مفقودة ، فهنا تأتي بهذلة ولعوزة أخرى ، فعليك زيارة مكتبات الجامعة كلها لتوقيع خلو طرف من بطاقة الاستعارة الضائعة ، وهي على النحو التالي : 1-كيفان: مكتبة الآداب ، والشريعة ، والتربية. 2- العديلية : مكتبة كلية البنات. 3- الخالدية : مكتبة الهندسة ، والعلوم . 4- الشويخ : مكتبة الحقوق ، ومكتبة جابر الأحمد . 5- الجابرية : مكتبة كلية الطب. فعليك الذهاب لكل مكتبة لكي يوقعوا على ورقة خلو الطرف وتأكيدهم أنك لم تأخذ منهم أي كتاب ، ولو كنتَ من كلية أدبية سيرحمونك ولن يطلبوا من الذهاب إلى كلية الطب ، فكما ترى أنّ يوماً كاملا سيذهب أدراج الرياح بمجرد الحصول على هذه التواقيع .
فيا عزيزي الطالب المقيّد تنبه لهذا الأمر ، وإني أنصح من الآن لو كانت لديك بطاقة استعارة أن تحتفظ بها ، وإن كانت مفقودة سارع يبعمل خلو الطرف ، قبل أن يضيق عليك الوقت ، وفي الحقيقة إني ألوم إدارة المكتبات لعدم توضيح هذا الشيء وتعليم الطلبة بهذا الأمر ، كي لا يفاجؤوا بهذا الأمر ويأخذوا احتياطهم اللازم.


بعد أن انتهيت من مكتبتك ، تنطلق إلى إدارة الأمن والسلامة في الخالدية ، وتسلمهم بطاقتك الجامعية ، وهم بدورهم يوقعون على ورقتك ، وإذا كنت قد فقدتَ بطاقتك الجامعية فعليك دفع دينار بالمقابل ، وبعد ذلك تتجه إلى الشويخ إلى مبنى شؤون الطلبة إدارة الرعاية الاجتماعية لتنهي مهامك من أخذ الاعانة الاجتماعية من "جيسهم" ، بعدها تذهب إلى إدارة شؤون الخريجين في مبنى عمادة القبول والتسجيل في الشويخ ، وهم بدورهم يخبرونك بموعد تسلم شهادتك ، ثم تأتيهم لتتسلمها مع حضورك شخصيا وبطاقتك المدنية ونسخة من ورقة التواقيع "خلو الطرف" .

هل استوعبت معي هذه المعاناة و"الفرارة" من أجل هذا كله؟
أليس بالامكان إيجاد نظام أفضل من هذا النظام المتخلف البدائي ؟
أليس بإمكان إدارة المكتبات إيجاد نظام حاسوبي موحّد ومرتبط مع جميع مكتبات الجامعة ، بدل بهذلة الطالب والطالبة لتوقيع خلو الطرف ، فبزر واحد على الكمبيوتر يظهر أمامك في شاشة الكمبيوتر إن كان الطالب لديه كتب أم لا .
أليس بإمكان تزويد إدارة شؤون الخريجين في عمادة القبول والتسجيل بمندوبين عن الإدارات الأخرى لتخليص شؤون الطلبة الخريجين ، ويكون لهم مكاتب في الإدارة نفسها ؟ ألن تريح الطالب وتحفظ له وقته . لو على الأقل يكون تواجدهم مؤقتا فقط في الوقت الذي يقوم الطلبة بانهاء هذه الأوراق .

لا أرى سبباً لهذه البهذلة ، إلا أنها تخلّف في النظام الإداري ، رسالة نوجهها إلى تطوير نظام التخرج ، وهو ليس تطويراً بقدر ما هو تسهيل وتيسير على الخريجين والخريجات.


كل الود لكم .

السبت، يناير ١٩، ٢٠٠٨

والله مش خاشة دماغي يا حكومة!

،
قبل أيام تم اعتداء على مكتبات إسلامية سنية في منطقة "حولي" في الكويت ، وذلك فجراً بتكسير زجاج الأبواب ، ورشقها بالحجارة و"البيض" ، أي عاقل سوف يعرف كيف يربط هذه الأحداث خصوصا في هذا الوقت مع اقتراب عاشوراء ، والفورة الإيمانية عند الرافضة تبلغ أوجها ، فمن الطبيعي أن يكون الفاعل هم الرافضة .
لكن يبدو أنّ موضوع "الطائفية" وإثارة الفتنة لدى الحكومة في بالغ الأهمية ، فبدل أن تقوم وزارة الداخلية بالقبض على الفاعلين ومعاقبتهم أشدّ عقوبة لهذا الفعل التخريبي ، خرجوا بحل يرضي الطرفين السنّة والشيعة ، لكن لو أنّ الاعتداء كان على مكتبات الرافضة ، لرأيت كيف تكون الزيارات المتوالية للسنة على التحقيق ، وجرهم وجر الاعتراف منهم ، وبعض ذلك وضع صورهم على الملأ ، وأنهم متشددين يعتنقون فكر تكفيري ، ويضعون لك بعض "البهارات" على الموضوع كي تضبط الطبخة .
،
أقول : خرجوا بحل آخر ، مسكوا واحد يمني جنسيته أمريكية يكفّر السنة والشيعة ! يعني أحلى من هالنكتة ما سمعت هههه ، عشان يوضحون أنّ الشيعة عندنا مسالمين ومن هالنوع جابوا هـ "النكتة" ، لكنها قوية قوية هههههه .
،
ماذا بعد ذلك ؟
شعرت الحكومة أنّ السالفة قوية قوية ما تنبلع ، فاليوم اللي بعده خرجوا وقالوا أنّ هذا كان تاجر في أمريكا وتجارته كانت رابحة لدرجة أنه تزوج من فتاة أمريكية ، ولكنه خسر أمواله وتجارته ، وعندما رجع الكويت قام بتكسير هذه المكتبات بعد أن كسر محلا لتأجير أو بيع السيارات ، وسبب ذلك أن هؤلاء تجار وعليهم أن يخسروا تجارتهم !!
طيب كيف يغيّر أقواله فجأة ؟ قالوا : وجدنا معه أدوية يتناولها ليتعالج من مرض نفسي ! فهو مسكين مضطرب نفسياً ويعاني من مشكلة نفسية ! .
،
أبي أفهم إذا واحد يبي يخسر تجار يكسّر محلاتهم ببيض ؟
يعني والله ما تدخل المخ ..
احترموا عقولنا فلسنا سذج.
كلما طُرق هذا الموضوع في المجالس التي أحضرها الكثير لا يصدق هذه النكتة أبدا.
،
،
المضحك في الحقيقة ما قرأته من تصريح الأمين العام للتجمع السلفي خالد سلطان العيسى لجريدة الوطن الكويتية ، حيث قال : "ونحن نعتقد ونظن انها ليست اجتهادات شخصية، بل ان الحادث قد يؤكد اضطلاع الاستخبارات الاجنبية بما فيها الموساد في اثارة الفتنة وزعزعة الاستقرار في الدول العربية والاسلامية التي في كثير من الحالات يرجعونها للتطرف الاسلامي في حين انها بفعل الاستخبارات الاجنبية التي تستخدم التطرف الاسلامي كشماعة ليصرفوا النظر عن خططهم التخريبية والارهابية تجاه الشعوب والدول العربية والاسلامية."
طيب ما الدليل على هذا التحليل المضحك ؟ ، قال : " الدليل على ذلك اختيار هذا الوقت بالذات لاثارة الفتنة، كما ان هناك ادلة اخرى تؤكد ضلوعهم في الحادثة، والدليل على ما حدث في البصرة قبل سنوات عندما قبض على جماعة تلبس ثياب بعض مشايخ الشيعة وبحوزتهم متفجرات كانوا يريدون التفجير في بعض مناطق الشيعة لاشعال الفتنة بين الشيعة والسنة في العراق.وزاد بقوله: نحن نعتقد جازمين ان من قام بهذه الفتنة وقادها في العراق هم من علماء الموساد وبعض الاستخبارات الاجنبية وما يؤكد ذلك تدخل القوات الاجنبية للافراج عن شخصين قبض عليهما متلبسين، داعيا في الكويت الى الحذر من عملاء الفتنة المحبذين لذلك، وعلينا ان نعلم اننا مستهدفون ودولنا مستهدفة من قبل مخططات الصهيونية ومن يقوم على مساندتهم ودعمهم."
،
أقول : عيب والله عيب ، من رجل يملك هذه المكانة ، رجل يتحدث على لسان توجه سياسي له ثقله في الكويت ، ألهذه الدرجة يظن الأخ خالد أنّ الموساد والاستخبارات الأجنبية أهم ما يريده الآن هو اثارة الفتنة في دول محايدة له؟ خصوصا مع هذا التوتر مع إيران !! وقياس وضع العراق عن الكويت بعيد جدا ، إذ أنّ أكثر ما يمتنّاه الآن العميل الأجنبي هو بقاء هذه الفتنة مكبوتة وعدم العبث بها لأنها ستنقلب ضد مصالحه ، ثم أنّي أستبعد كل البعد عن وجود تلاعب في أمن دولة مثل الكويت من قبل الموساد ، كبيرة علينا والله .

الجمعة، يناير ١٨، ٢٠٠٨

الشيخ حامد العلي على قائمة الارهاب الدولي!

نشرت صحيفة الوطن الكويتية هذا الخبر صباح اليوم الجمعة ، على هذا الرابط .



أمين «السلفية» السابق: قرار جائر نعارضه بالوسائل المتاحة
مجلس الأمن يضم إلى قائمة الإرهاب حامد العلي وجابر الجلاهمة ومبارك البذالي

من اليمين : الشيخ حامد العلي ، الأخ جابر الجلاهمة ، مبارك البذالي


كتب أحمد زكريا:ثلاثة الكويتيين حامد العلي وجابر الجلاهمة ومبارك مشخص البذالي، ضمهم مجلس الأمن إلى قائمة أسماها «القائمة الدولية للإرهاب»، قوامها 480 شخصا من دول مختلفة، وهو قرار رآه العلي: «جائراً وانصياعاً للولايات المتحدة الأمريكية وحتما سنعارضه بالوسائل المتاحة».ونقلت وكالة أنباء الاسوشيتد برس ان «القرار يستند إلى دلائل تثبت علاقة من شملتهم القائمة ومنهم ثلاثة الكويتيين بتنظيم القاعدة».وقال الأمين العام السابق للحركة السلفية حامد العلي في اتصال هاتفي مع «الوطن»: لم يصلنا شيء رسمي ولكن إذا صح فهو ليس جديداً.. هو نسخة من قرار وزارة الخزانة الأمريكية السابق»، مضيفاً «سبق أن رفعنا دعوى ضده» وتابع: «نرفض هذا القرار الجائر لأنه مبني على انصياع أعمى لأمريكا» موضحا أن «القائمة تضم كثيراً من المفكرين منهم اليمني الشيخ الزنداني الذي رفضت اليمن اتهامه، وطالبت برفع اسمه من قائمة مجلس الأمن». وتابع العلي: «سنسعى بدورنا إلى معارضة هذا القرار الظالم بالوسائل المتاحة».


تاريخ النشر: الجمعة 18/1/2008


في قرار سابق كان من وزارة الخزانة الأمريكية بتجميد أرصدة الشيخ حامد والأخ الجلاهمة وغيرهم في أمريكا ، وذلك لضلوعهم في دعم الارهاب ، وقتها كنت في مجلس الشيخ حامد العلي - حفظه الله - ، فقال ضاحكاً ومعلقاً على هذا الخبر : " يا حسرتنا جمّدوا رصيدي اللي فيه 5 دولارات من قبل سنوات " ! .


في الحقيقة شيء مضحك ، جلسنا مع الشيخ حامد الله يحفظه ، وسمعنا كلامه ، وقرأنا له ، ودرسنا عندنا ، وتعلمنا منه ، والله إنه من علماء الكويت الأخيار الأشراف الذين يجب أن تُرفع مكانتهم ويحترم رأيهم .

وليس غريبا على مجلس الخوف الذي هو ألعوبة بيد الكفار أن يصدر مثل هذا القرار ، هل ننتظر منه أن يضع "بوش" مثلا على قائمة الارهاب ؟

هي مفخرة لنا أن يقول لك الكافر أني أتخذك عدوّاً خصوصا في هذا الزمن الذي يدعو للسلام والإخوة الإنسانية في محاولة لاذابة ولاء المسلمين لبعضهم البعض وبراءتهم من الكفار .

يا مجلس الخوف .. حط اللي تبي .. صدقني كـ "شعب" مسلم لن تؤثر هذه القرارات التافهة في مواقفنا تجاه الصادقين من أبناء أمتنا .. أما بينك وبين حكوماتنا فـ "تصطفلوا" :)

الأربعاء، يناير ٠٢، ٢٠٠٨

وسلّمني بحثا بعنوان "مذكرات ملحد كويتي" !

من العجيب والجميل في كلية الشريعة عندنا في الكويت وجود أطياف من المذاهب والأفكار بين طلبتها ، طيب وما الجديد في هذا ؟ كثير من الجامعات فيها هذا الشيء ، لكن أظن مما يميز كليتنا أن عدد طلبتها قليل بالنسبة للغير ، فتجدنا أبناء الدفعة الواحدة نعرف بعضنا البعض وأغلب محاضراتنا مع بعض ، وكذلك أبناء الدفعات الأخرى .
أجد من أطياف الطلبة : الإخوان المسلمين بأطيافهم ، السلفيون بأطيافهم جامية ، جهادية ، احياء التراث ، يوجد صوفية ويوجد صوفية قبورية ، وكذلك أشاعرة ، ويوجد من حزب الأمّة ، ويوجد من السلفية العلمية ، ويوجد قيادات من التجمع السلفي << ماني قايل اسمه ، أيضا فيه من حزب التحرير كم واحد ، وأيضا يوجد طلبة وافدين أفغان من جماعة طالبان ومن جماعة الشاه مسعود ، أيضا لدينا طلبة صرب وبوسنيين << لكنهم أصدقاء .
الشاهد أشكال وأطياف ، وكوكتيل عجيب ..يعني لا تستغرب إن وجدت كثرة النقاشات والحوارات بشتى المواضيع في ديوانية الكلية ، يعني عادي أنا وصاحبي نسولف ويجينا أحد ربع حزب التحرير ، ويقول : الأنصاري لازم تجي معنا في الحزب .
- طيب غيّر بدّل ، مني مناك ؟ لازم يعني ؟ .
- إي لازم والله.
- خلني أفكر وأشاور أهلي .<< وبعدها نقاش طويل لا داعي لذكره .
وكنت مرة جالس في الديوانية وطالع من محاضرة الانجليزي ، فيجيك جامي يوزع مطويات "أبنائنا لاتذهبوا إلى العراق" لـ حمد العثمان ، ويضعهم أمامي وآخذهم وألقيهم وراء "الكنبة" .
يعني خذ وخل ..
وكم كنتُ أبكي لكي أتخرج من الكلية ، لكني أظن سأفتقد هذا الجو بعد التخرج .<<< أحس إني بنضرب متى بدخل بالموضوع كل هذا مقدمة.
،
قبل عام تقريبا أخذت مادة "إعلام إسلامي" لدى الدكتور الفاضل أحمد الذايدي ، وقد ذكر لنا هذه القصة.
أنه يدرّس أيضا مادة "ثقافة إسلامية" لغير طلبة كلية الشريعة ، وكان من عادته أن يعطي الطلبة حفظ بعض السور القرآنية كنشاط الزامي مقابل 10 أو 5 درجات .
كان في أحد الكورسات التي درسها أحد الطلبة الكويتيين الذين يرفض الحفظ ، وقد حذره الدكتور مراراً وتكراراً وأنّ عليه الحفظ. وفي أحد المحاضرات قال الطالب للدكتور : طيب ، ماذا لو كتبت لك بحثا بدل هذا الحفظ ؟ لأني لا أريد الحفظ.فوافق الدكتور.
يقول الدكتور : أتى بعد أسبوعين ، وسلّمني بحثاً بعنوان "مذكرات ملحد كويتي" !
فقلت له : ما هذا ؟
قال : البحث الذي كتبته.الدكتور : وعمّ هو ؟
قال : تجربتي كملحد في المجتمع الكويتي.
انقطع الدكتور عن تكلمة القصة بقوله أنه حاوره وناقشه قليلا فوجده ضائع وتائه جداً.
ما لفت انتباهي بعد فترة طويلة قراءة مقالات د.محمد العوضي عن الملاحدة وقصته مع الملحد السعودي ثامر ، فجال بخاطري تساؤلات كثيرة بخصوص هذا الموضوع.
هل يا أحبة قرأنا عن هذا الموضوع ؟
هل تعرف كيف تحاور ملحداً ؟
هل تعرف كيف يفكر الملحد ؟
وعلامَ يستند في شبهه والحاده ؟
هل تعرف كيف ترد عليه ؟
شخصيا ، لا أعرف الكثير .. وأظن أنني لو جلست مع ملحد لن أعرف كيف أحاوره أو أناقشه .
من خلال مقالات د. محمد العوضي اتضح لي أن الالحاد بدأ يتفشى لأسباب تافهة ، اقرأ معي كيف قسّم الدكتور العوضي الملاحدة :
أحد أنواع أصناف الملاحدة هم جماعة الإلحاد التبريري، أقصد الذين يسرفون على أنفسهم بالملذات الحرام والشهوات والمجون، فإذا سألتهم عن هذا السلوك المنحرف لماذا تشربون الخمور وتزنون وتأكلون الربا وتلعبون القمار وتتركون الصلاة والصيام؟... الخ، أجابوك لأننا لا نؤمن بالله، ومن ثم لا نؤمن بأحكامه الحلال والحرام، فهم يبررون فجورهم بإلحادهم. وصنف آخر إلحاده نفسي كردة فعل لأزمات عديدة وحادة في حياتهم، فكلمات إلحادهم عبارة عن نفثة مصدور. وفريق ثالث يريد من إعلان إلحاده الشهرة والتباهي بالعصرنة، وهذا يمكن أن يفهم من بداية عصر النهضة من باب الانبهار بالغرب أو الفتنة بالعلم ولكن الآن يعتبر ضرباً من النفاق أو الحمق! وهناك الإلحاد العملي، أي الذي لا يصرح بإنكار وجود الله ولكن المسألة كذلك لا تعنيه، فالمسألة عنده سيان موجود أم غير موجود، هو إنسان مادي مشغول بجمع المال وزيادة الأرباح وتوسيع دائرة الملكية وتحقيق آماله وأحلامه في امتلاك شركات وشراء جزر، وهناك ملحد جعل إلحاده مادة ووسيلة لإغاظة المؤمنين والتحرش بهم وإيذائهم وهذا مسكين ينتقم بطريقة انتحارية بلا وعي.المهم، عندي من الملاحدة صنفان الأول الذين بنوا إلحادهم من منطلقات فلسفية عقلية، والثاني بنوا إلحادهم على أسس العلم الطبيعي كما يقولون، وهؤلاء الذين علينا محاورتهم بجدية وعقلانية ونبدأ النقاش معهم أولاً بتحديد المنهج والاتفاق على الأرضية التي ننطلق منها (فلسفية أو علمية) .
هل رأيتَ عزيزي القارئ كيف أنه يوجد من أسباب الالحاد ماهو سخيف وتافه؟
كيف إذا علمتَ عزيزي القارئ أنّه يوجد الآن في مدارسنا الثانوية من المراهقين من يسمّي نفسه من عبدة الشيطان ؟!أنا وأنتَ وأنتِ ..أليس لنا مسؤولية تجاه هذه الفئة الضائعة من الشباب والفتيات المراهقين ؟
أتسائل في الحقيقة ، ولعلك تتسائل معي :
كيف أحاورهم ؟
كيف أثنيهم عن هذه المعتقدات ؟
هل لدينا الخلفية الكافية لذلك ؟
ما رأيكم أن نتشارك جميعا لـ : نكتب ، ونبحث ، ونجمع ما يمكنه أن يفيدنا بخصوص هذا الموضوع؟
لنذكر أسماءَ كتبٍ تفيد بهذا الموضوع ، مقالات ، حوارات ، لقاءات ، مواقع .. أي شيء يفيدنا .
وقبل أن أختم ، للفائدة فهذه هي مقالات د.محمد العوضي :
كل المحبة لكم.
للاستزادة بخصوص هذا الموضوع بامكانك زيارة هذه الصفحة .