‏إظهار الرسائل ذات التسميات فكر ورأي. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات فكر ورأي. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، أبريل ٠٩، ٢٠٠٨

تحت مقص الحلاق

أيام العزوبية كنتُ أزور الحلاق كل أسبوعين مرة ولعلها تزيد من كثرة الإهمال وعدم الاكتراث ، المظهر مقبول لكن ترى آثار العزوبية عليه ، لكن الآن بما أنّ الحالة الاجتماعية التي أعيشها تحتّم علي الاهتمام أكثر وأكثر ، فصرت أزور الحلاق أسبوعياً مرة وأحياناً مرتان حسب الحاجة ، وباذن الله لا تكون مجرد موضة في فترة الملكة ونداوم على ذلك.

أيام الصغر كان الوالد يجبرنا على الذهاب إلى الحلاق الهندي القريب من المنزل وكان من حرصه علينا وحُسن تربيته لنا - أطال الله عمره على طاعته - يمنعنا من القصّات المستوردة ، وبالأساس كان الحلاق الهندي لا يعرف كيف يقصها ، والآن وكلٌ منا أصبح له حريته في الذهاب إلى ما يريد وما يشاء ، فإني أقصد حلاقَين ، أحدهم باكستاني عمله جيد ، والآخر تركي وعمله فاخر ، وحقيقة أني بدأت أستغل جلوسي على كرسي الحلاق للتعرف عليهم أكثر وعلى ثقافاتهم ، وإن كان الباكستاني لا يعرف غير التشكّي والتذمّر إلا أنك تتعرف على معاناتهم في الحياة .

أما الحلاق التركي فإني أستمتع معه ، أجلس دائماً على الكرسي ، ويأتيني راكان التركي << مسجل اسمه في موبايلي بهذا الاسم . حدَّثني عن تركيا وعن جمالها وروعتها ، حتى أنه شوقني لزيارتها فعلاً ، راكان من سكان مدينة "أنطاكيا" قريبة من الحدود السورية ، وهذا فسّر لي سبب ميل كلامه إلى اللهجة السورية ، وجميع من يعمل هناك هم من أهل أنطاكيا ، وحسب كلامه أنّ هذه المدينة خلابة رائعة ، ونصحني إذا أردت الاستجمام وترك الازعاج والصخب بأنْ أتوجه لها ، فقط للمناظر الطبيعية وراحة البال ، إذن لعلها تصلح للإخوة المهتمين بالتصوير ، وذكر لي وجود الكثير ممن يُتقن العربية في تلك المنطقة . تركيا بلد غني - حسب كلامه - لو كانت دولة نفطية ، فهذا ما يجبره على التغرّب والابتعاد عن أهله .
بادرته سائلاً هل صحيح أنّ البنزين باهض الثمن عندكم ؟ قال نعم هذا صحيح . فقلت : إنّ أحد أصحابي أخبرني أنه ملأ سيارة سوبربان الكبير وكانت فارغة بـ [ ... ] وسكتُّ ، قلت له : كم تتوقع ؟ فقال لي : لعله مبلغ 80 أو 85 ديناراً كويتياً ! قلت له : نعم فعلاً ملأها بـ 90 ديناراً كويتياً ! أي ما يقارب 1170 ريالاً سعودياً !! ، لم أخبره بالمبلغ بداية لأعرف إن كان يعرف الأسعار فعلاً ، وقد قارب تماماً من السعر ، يا للهول يا أحبة ، كيف يعيش الناس هناك ؟ فقال لي : أنّ أهل التكاسي فعلاً يتعبون من هذا الأمر . ونصحني ألا أؤجر سيارة أو أذهب بسيارتي للسياحة هناك والاعتماد على سيارات الأجرة أوفر بكثير .

سألته مرّة : كيف تعلمت الحلاقة ؟ هل درستها ؟ أم تعلمتها ومارستها ؟.
فقال لي : تعلمتها ، وأغلب من يعمل بهذه المهنة غالباً يضطر أن يعمل في صالونات النساء ، ليتعلّم أموراً لا يستطيع تعلمها في الصالونات الرجالية .
فنظرت إليه من طرف عيني ، فضحك وقال : الوضع "مسخرة" فعلاً هناك ، عليك تعلم الاستشوار ، والحف ، والتدليك ، ولا يسلم الوضع من التحرشات والمغازلات ، لذلك توجهت للعمل مع الرجال أريح لبالي وتفكيري .

الحديث مع الحلاقين جميل ورائع وممتع ، فيه نوع من التواصل الثقافي الجميل ، تحدثت مع راكان عن الرياضة ، عن الدين ، عن السياسة ، عن الزواج .. أمور كثيرة لا نريد التطوال في ذكر الأمثلة والتركيز على الفكرة العامة بالمقال.

ألم يستهويكم حديثهم ؟ ألا تريدون خوض التجربة الرائعة في هذا التواصل الجميل ، حدثوني عن تجاربكم ، أظنّ أنّ النساء أيضا لديهم هذا التواصل شاركونا وأمتعونا :).

كل المحبة لكم ،،

- - -

قمنا بعمل استفتاء في المدونة وهو : ما هو نوع الموبايل "الجوال" الذي تستخدمه ؟
صوت معنا 47 شخصاًً ، وكانت النتائج كالتالي :
33 صوتا للنوكيا بنسبة 70%
10 أصوات للسوني أريكسون بنسبة 21%
4 أصوات للبوكت بي سي بنسبة 8%
صوتان للموتورلا بنسبة 4%
ولا صوت لـ : إل جي ، سامسونج ، غيرها .

هل من مقتراحات للتصويت القادم ؟ شاركونا :)

الثلاثاء، فبراير ١٩، ٢٠٠٨

ألا تغــار ؟ الجواب : لا


قال سعد بن عبادة سيد الأنصار رضي الله عنه : لو رأيتُ رجلاً مع إمرأتي لضربته بالسيف غير مصفح ، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال : "أتعجبون من غيرة سعد ؟ لأنا أغير منه ، والله أغير مني " . متفق عليه .

تأمّلت هذا الحديث من جهة تفاوت الناس في طبائعهم ، كيف أنّ الأنصار - وهم من هم - تعجبوا من شدة غيرة سعد ، إذ أنّ الموقف الذي فيه سعد يستدعي الشرع منه أن يحضر أربعة شهداء وألا يعالجه بالسيف ! ففي الروايات الأخرى للحديث أنّ سعداً سأل النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً : أرأيتَ الرجل يرى مع امرأته رجلاً أيقتله ؟ قال له النبي صلى الله عليه وسلم : "لا " ، فقال سعد : بلى والذي أكرمك بالحق ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم مخاطباً الأنصار : " اسمعوا إلى ما يقول سيدكم ، إنه لغيور ، وأنا أغير منه ، والله أغير مني " والرواية في مسلم .
تعجّب الأنصار من ردة فعل سيدهم سعد ، وتعجبوا من شدة غيرته أيضاً ، فطلب النبي ألا يتعجبوا ، بل هو أشدّ غيرة ، هي حادثة حدثت في عصر النبوة ، دلّت على أنّ الناس يتفاوتون في مشاعرهم في مبادئهم ، لذلك هذا ما يستوجب عليك عندما تنطلق في العالم الواسع ، وتواجه ألوان الناس ، بل حتى عند اختلاطك مع مجتمعات مصغرة في مجتمعك الكبير ستجد اختلاف الطبائع لديهم .


هل أخطأ الأنصار في عدم وصول غيرتهم إلى غيرة سيدهم سعد ؟
ولم يأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يصل مستوى غيرتهم إلى هذا الحدّ ، لأنّ هذا الشيء يتفاوت .


ليس حديثي عن الغيرة ، إنما بشتى أنواع الطبائع والسلوكيات ، لنستوعب ونفهم أنها متفاوتة ، حتى إذا جلست مع غيرك لا تجبرهم على بغضك بما تحتقرهم به ، وكذلك لا يجب عليك أن تحتقر من ترى فيهم شدّة في الطبائع ، إذ المطلوب احترام هذا التفاوت والتعايش معه .

مثال آخر ، عندما رأى النبي صلى الله عليه وسلم في رؤياه بيتاً في الجنّة فسأل لمن هذا البيت فقيل له لعمر ، فهمّ أن يدخله لكنه امتنع بسبب تذكره لغيرة عمر ، فبكى عمر متعجباً كيف يظنّ النبي صلى الله عليه وسلم أنه يغار منه ، الغيرة فيها ارتفاع عند عمر فاحترم النبي صلى الله عليه وسلم هذا الشيء في عمر . والقصة في البخاري .
كذلك ، أسماء بنت أبي بكر زوجة الزبير بن العوام عندما كانت تحمل النوى فلقيها النبي صلى الله عليه وسلم فأراد أن يحملها ، فاستحيت أسماء وتذكرت غيرة الزبير أن تركب والرجال مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فتركها النبي صلى الله عليه وسلم لمّا رآها مستحية ، فاحترم النبي صلى الله عليه وسلم هذا الطبع فيها وهذا الطبع في الزبير ، ولم يكن ليقدم النبي صلى الله عليه وسلم في عمل فيه اساءة ، حاشاه وكلا ، والقصة في البخاري .

ما أريد توضيحه أحبتي :) العالم واسع ، وفيه تختلف مشارب الناس ، ولنعلم التفاوت في طبائعهم ونفوسهم ، والإسلام جاء ليتماشى مع كل المجتمعات فيحترم ما يقبل المرونة ، ويهذب من يقبل التهذيب ، ويمنع ما هو مرفوض ، ويشجع على ما هو حسن وطيّب .


لكم لك المحبة،،

الجمعة، فبراير ٠٨، ٢٠٠٨

انكار المنكر باليد .. توضيح



استنبط الفقهاء طُرق انكار المنكر ومراتبه من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، ومن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان " ، حديثي إن شاء الله عن المرتبة الأولى ، وهي مرتبة الإنكار باليد ، وسأتحدث عن نقطتين في هذه المرتبة .
النقطة الأولى : قال البعض أنّ مرتبة الانكار باليد خاصة بالإمام أو من يوكله وليس لآحاد الرعية الحق في انكار المنكر باليد ، وهو قول بعيد مجانب للصواب ، بل هو تخصيص بدون دليل ، والأدلة الواردة في الحث على انكار المنكر باليد لجميع المسلمين ولم يأت التخصيص ، بل عليه عمل السلف في كسر آلات اللهو والطرب والخمور . لذلك يقول ابن قدامة رحم الله : " واشترط قومٌ كون المنكِر مأذوناً فيه من جهة الإمام أو الوالي ، ولم يجيزوا لآحاد الرعية الحسبة ، وهذا فاسد ، لأنّ الآيات والأخبار عامة تدل على أنّ كل من رآى منكراً فسكت عنه عصى ، فالتخصيص باذن الإمام تَحَكّم " .
النقطة الثانية : يستشنع البعض مسألة الانكار باليد لآحاد الرعية ، ودائما يتصور أنّ مسألة الانكار باليد سوف تتضارب مع الأصل العام الذي وضعه أهل العلم في مسألة الانكار وهو " ألا يترتب على الانكار منكرٌ أعظم منه " فلذلك هو دائم الاستشناع لهذه المسألة خوفاً من ترتتب المنكر الأعظم ، وسوف تجده يقول بالقول الأوّل الذي فندناه ، وذلك أنّ الحاكم - في نظره - سوف يستطيع التحكّم بالأمور والنتائج فلن يترتب عليها منكراً أعظم منه .
وأنا أقول أنّ سبب هذا الاستشناع ولجوءه للقول الأول خطأ تصوره لمسألة الانكار في اليد ، فهو يتصور أنّ الانكار باليد يعني الضرب فقط! وهذا بالتأكيد سوف يؤدي إلى الاستشناع .
لكن لأوضح أنّ الانكار باليد لا يعني الضرب دائما :)
إذ المقصود في حديث النبي صلى الله عليه وسلم وتوجيهه هو "تغيير المنكر" ، فأنت إذا رأيت منكراً فتغيره بيدك ، كأن ترى قنينة خمر فتكسرها ، أو آلة عزف فتكسرها، هذا يسمى تغييرا للمنكر باليد ، ولا يعني أن تذهب لمن يشرب الخمر فتضربه ، وكذلك كما وضح النبي صلى الله عليه وسلم لعليّ بن أبي طالب ألا يدع قبراً مشرفا إلا سوّاه ، ولا صورة إلا طمسها ، ولا وثنا إلا كسره ، فهذه أمثلة أخي الفاضل على الانكار باليد وتغيير المنكر .
هل يصل الأمر إلى الضرب ؟ :)
نعم قد يصل إلى ذلك إذا لم يتمكن من تغيير المنكر ، لأننا نقول أنّ الأصل هو تغيير المنكر وليس القصد هو الايذاء أو الضرب بذاته ، ومَن قال مِنَ الفقهاء بجواز الضرب حدّده بتغيير المنكر ، وأن يقتصر على المطلوب فقط دون التعدّي ، وألا يصل الأمر إلى إشهار السلاح ، وبعضهم قال - كابن الجوزي - ولو أشهر سلاحه - أي المنكر عليه - واستعان برفقائه ، فأشهر سلاحك واستعن بمن تستطيع .
استعرضتُ هذا الحديث لكي أوضّح اللبس الذي عند الناس في هذه القضية ، وليس لمناقشة حدث صار أو حادثة تُثار ، أو تقييمها أو قياس صحتها ، أريدهم أن يتفهّموا المعنى الصحيح للانكار باليد ، ويبتعدوا عن التصوّر الخاطئ في أنّ الضرب = الانكار باليد ، إذ أنّ المقصود هو تغيير المنكر فقط وإن احتاج للضرب فيقتصر على الحاجة وليس هو بلازم ، لأنّ القاعدة العامة في انكار المنكر هو ألا ينتج عنه منكر أعظم منه ، والمسألة ترجع لتقدير المنكِر ، لذلك عليه أن يتق الله تعالى في عباد الله والمسلمين وألا يستهين بحرمات الله تعالى وألا يتخاذل ويتكاسل عن الانتصار لها .
أشكر لكم القراءة ، لكم أجمل الودّ والمحبة ، والدعوات القلبية :).

الخميس، يناير ٣١، ٢٠٠٨

انحطاط مواضيع شعراء "شاعر المليون"

لستُ من محبي متابعة وقراءة الشعر النبطي أو الشعبي ، ولا أنجذب إليه دوماً ، إلا القليل منه مما يظهر منه الحكمة والتشبيه الرائع والتصاوير الأخاذة ، أما بشكل عام فعلا لستُ من معجبيه .

أجبرت هذه الأيام أني أشاهد حلقات متفرقة من برنامج شاعر المليون ، بحكم جلوسي مع "الربع" في المخيم ، وهم من محبي الشعر الشعبي ، وبحكم الأكثرية فعليك أن تتقبل رغبتهم في مشاهدة البرنامج .

في الحقيقة لاحظت أن كثير من الشعراء يسلك مسلكاً وضيعاً ومبتذلاً في قصائده ، ولا أدري لمَ هذا المسلك ، هل لأنهم أعراب ؟ وهذا المسلك يسري في عروقهم .. أعني مدح السلاطين والرؤساء والدول .

شخصياً أرى أن هذا المنحنى سخيف جداً ، وطوال الحلقة تسمع مدح في فلان وعلان ، تريد أن تسمع الابداع الشعري تريد أن تستمتع بغزل أو حكم أو فخر وعزة في الأمة ولكنك تجد القليل ، وإن سلمت قصيدة الشاعر من هذا الموضوع ستجده قبل أن يبدأ بها سيقول : " لتسمح لي اللجنة ببيتين .. " ويعطيك مدح باللي يقصده .

هذا الأسلوب ذكرني بالشعراء الصعاليك ، الذين يضربون أبواب الملوك لطلب الأعطيات ، فتجد هذا الشاعر دخل هالمسابقة ، وقال في نفسه " أنا أدري إني ماراح أفوز خلني أطلع لي بكم قرش ولا درهمين " .

سبحان الله ، درجوا دائما على هذا الأسلوب ، لا أدري لماذا لا يشعرون بالعزة بأنفسهم والأنفة ، بل والمشكلة أنهم يفتخرون في انزال رؤوسهم لعلية القوم وأنهم مأمورون !! أعجب من هذا ، وكان قبلهم أجدادهم يفخرون أنهم لا يدينون للملوك ، كما يقول عمرو بن كلثوم التغلبي الشاعر الفارس صاحب المعلقة :

وأيامٍ لنا غُرٍّ طِوالٍ .:. عَصَيْنا المَلْكَ فيها أن ندينا

فكان فخرهم وعزهم أنه لا ينثني ولا يطأطأ رأسه للملك ، ويطلب من الأعطيات والأموال .

حقيقة آمل أن يتطور فكر هؤلاء الشعراء ، ويتوقفوا عن هذا الدور السلبي الذي يقومون به ، ويرفعون من مكانة الشعر الذي هو ديوان العرب .

الخميس، يناير ٢٤، ٢٠٠٨

نظام التخرج من جامعة الكويت .. المتخلف!

أكتب هذا الكلام من واقع تجربة ، فإني بحمد من الله وتوفيقه تخرجت من الجامعة قبل أيام قلائل ، ولم يبقَ إلا تسلّم الشهادة ، وإني هنا أريد التحدث عن الاجراءات المرهقة التي تقوم بها لتنهي أوراق التخرج ، أو ما يُسمّى ورقة "خلو طرف للتخرج" .

بعد أن تملأ استمارة التخرج وتحضر لهم الأوراق المطلوبة وهي : صورة شخصية ، وصورة البطاقة المدنية ، وصورة للجنسية ، وصورة لجواز السفر . بعد ذلك تتسلم ورقة "خلو الطرف" وهي نسختان ، نسخة لك ، ونسخة لهم بعد أن تحضر التواقيع المطلوبة .
ويُطلب منك 5 تواقيع ، وهي : 1- توقيع رئيس القسم التابع له. 2- مكتبة الكلية التابع لها. 3- مكتب الأمن والسلامة . 4- الرعاية الاجتماعية. 5- شؤون الخريجين . ليست المشكلة هاهنا في هذه التواقيع ، لكن المشكلة في البهذلة للحصول على هذه التواقيع ، وسأصوّر لكم ذلك .

لو كنتَ مثلا طالباً في كلية الآداب - مثلاً - في كيفان ، فعليك الحصول على توقيع رئيس قسمك ، ثم تتوجه لمكتبة كليتكم لكي يتأكدوا من عدم حوزتك على كتب من المكتبة ، فإن كان لديك كتبا عليك إرجاعها وإلا لن يتم توقيع خلو الطرف ، ولو كان لديك بطاقة إستعارة عليك إرجاعها ، وإلا لن يتم مرادك ، ولو قدّر الله وكانت بطاقة الإستعارة مفقودة ، فهنا تأتي بهذلة ولعوزة أخرى ، فعليك زيارة مكتبات الجامعة كلها لتوقيع خلو طرف من بطاقة الاستعارة الضائعة ، وهي على النحو التالي : 1-كيفان: مكتبة الآداب ، والشريعة ، والتربية. 2- العديلية : مكتبة كلية البنات. 3- الخالدية : مكتبة الهندسة ، والعلوم . 4- الشويخ : مكتبة الحقوق ، ومكتبة جابر الأحمد . 5- الجابرية : مكتبة كلية الطب. فعليك الذهاب لكل مكتبة لكي يوقعوا على ورقة خلو الطرف وتأكيدهم أنك لم تأخذ منهم أي كتاب ، ولو كنتَ من كلية أدبية سيرحمونك ولن يطلبوا من الذهاب إلى كلية الطب ، فكما ترى أنّ يوماً كاملا سيذهب أدراج الرياح بمجرد الحصول على هذه التواقيع .
فيا عزيزي الطالب المقيّد تنبه لهذا الأمر ، وإني أنصح من الآن لو كانت لديك بطاقة استعارة أن تحتفظ بها ، وإن كانت مفقودة سارع يبعمل خلو الطرف ، قبل أن يضيق عليك الوقت ، وفي الحقيقة إني ألوم إدارة المكتبات لعدم توضيح هذا الشيء وتعليم الطلبة بهذا الأمر ، كي لا يفاجؤوا بهذا الأمر ويأخذوا احتياطهم اللازم.


بعد أن انتهيت من مكتبتك ، تنطلق إلى إدارة الأمن والسلامة في الخالدية ، وتسلمهم بطاقتك الجامعية ، وهم بدورهم يوقعون على ورقتك ، وإذا كنت قد فقدتَ بطاقتك الجامعية فعليك دفع دينار بالمقابل ، وبعد ذلك تتجه إلى الشويخ إلى مبنى شؤون الطلبة إدارة الرعاية الاجتماعية لتنهي مهامك من أخذ الاعانة الاجتماعية من "جيسهم" ، بعدها تذهب إلى إدارة شؤون الخريجين في مبنى عمادة القبول والتسجيل في الشويخ ، وهم بدورهم يخبرونك بموعد تسلم شهادتك ، ثم تأتيهم لتتسلمها مع حضورك شخصيا وبطاقتك المدنية ونسخة من ورقة التواقيع "خلو الطرف" .

هل استوعبت معي هذه المعاناة و"الفرارة" من أجل هذا كله؟
أليس بالامكان إيجاد نظام أفضل من هذا النظام المتخلف البدائي ؟
أليس بإمكان إدارة المكتبات إيجاد نظام حاسوبي موحّد ومرتبط مع جميع مكتبات الجامعة ، بدل بهذلة الطالب والطالبة لتوقيع خلو الطرف ، فبزر واحد على الكمبيوتر يظهر أمامك في شاشة الكمبيوتر إن كان الطالب لديه كتب أم لا .
أليس بإمكان تزويد إدارة شؤون الخريجين في عمادة القبول والتسجيل بمندوبين عن الإدارات الأخرى لتخليص شؤون الطلبة الخريجين ، ويكون لهم مكاتب في الإدارة نفسها ؟ ألن تريح الطالب وتحفظ له وقته . لو على الأقل يكون تواجدهم مؤقتا فقط في الوقت الذي يقوم الطلبة بانهاء هذه الأوراق .

لا أرى سبباً لهذه البهذلة ، إلا أنها تخلّف في النظام الإداري ، رسالة نوجهها إلى تطوير نظام التخرج ، وهو ليس تطويراً بقدر ما هو تسهيل وتيسير على الخريجين والخريجات.


كل الود لكم .

الأربعاء، يناير ٠٢، ٢٠٠٨

وسلّمني بحثا بعنوان "مذكرات ملحد كويتي" !

من العجيب والجميل في كلية الشريعة عندنا في الكويت وجود أطياف من المذاهب والأفكار بين طلبتها ، طيب وما الجديد في هذا ؟ كثير من الجامعات فيها هذا الشيء ، لكن أظن مما يميز كليتنا أن عدد طلبتها قليل بالنسبة للغير ، فتجدنا أبناء الدفعة الواحدة نعرف بعضنا البعض وأغلب محاضراتنا مع بعض ، وكذلك أبناء الدفعات الأخرى .
أجد من أطياف الطلبة : الإخوان المسلمين بأطيافهم ، السلفيون بأطيافهم جامية ، جهادية ، احياء التراث ، يوجد صوفية ويوجد صوفية قبورية ، وكذلك أشاعرة ، ويوجد من حزب الأمّة ، ويوجد من السلفية العلمية ، ويوجد قيادات من التجمع السلفي << ماني قايل اسمه ، أيضا فيه من حزب التحرير كم واحد ، وأيضا يوجد طلبة وافدين أفغان من جماعة طالبان ومن جماعة الشاه مسعود ، أيضا لدينا طلبة صرب وبوسنيين << لكنهم أصدقاء .
الشاهد أشكال وأطياف ، وكوكتيل عجيب ..يعني لا تستغرب إن وجدت كثرة النقاشات والحوارات بشتى المواضيع في ديوانية الكلية ، يعني عادي أنا وصاحبي نسولف ويجينا أحد ربع حزب التحرير ، ويقول : الأنصاري لازم تجي معنا في الحزب .
- طيب غيّر بدّل ، مني مناك ؟ لازم يعني ؟ .
- إي لازم والله.
- خلني أفكر وأشاور أهلي .<< وبعدها نقاش طويل لا داعي لذكره .
وكنت مرة جالس في الديوانية وطالع من محاضرة الانجليزي ، فيجيك جامي يوزع مطويات "أبنائنا لاتذهبوا إلى العراق" لـ حمد العثمان ، ويضعهم أمامي وآخذهم وألقيهم وراء "الكنبة" .
يعني خذ وخل ..
وكم كنتُ أبكي لكي أتخرج من الكلية ، لكني أظن سأفتقد هذا الجو بعد التخرج .<<< أحس إني بنضرب متى بدخل بالموضوع كل هذا مقدمة.
،
قبل عام تقريبا أخذت مادة "إعلام إسلامي" لدى الدكتور الفاضل أحمد الذايدي ، وقد ذكر لنا هذه القصة.
أنه يدرّس أيضا مادة "ثقافة إسلامية" لغير طلبة كلية الشريعة ، وكان من عادته أن يعطي الطلبة حفظ بعض السور القرآنية كنشاط الزامي مقابل 10 أو 5 درجات .
كان في أحد الكورسات التي درسها أحد الطلبة الكويتيين الذين يرفض الحفظ ، وقد حذره الدكتور مراراً وتكراراً وأنّ عليه الحفظ. وفي أحد المحاضرات قال الطالب للدكتور : طيب ، ماذا لو كتبت لك بحثا بدل هذا الحفظ ؟ لأني لا أريد الحفظ.فوافق الدكتور.
يقول الدكتور : أتى بعد أسبوعين ، وسلّمني بحثاً بعنوان "مذكرات ملحد كويتي" !
فقلت له : ما هذا ؟
قال : البحث الذي كتبته.الدكتور : وعمّ هو ؟
قال : تجربتي كملحد في المجتمع الكويتي.
انقطع الدكتور عن تكلمة القصة بقوله أنه حاوره وناقشه قليلا فوجده ضائع وتائه جداً.
ما لفت انتباهي بعد فترة طويلة قراءة مقالات د.محمد العوضي عن الملاحدة وقصته مع الملحد السعودي ثامر ، فجال بخاطري تساؤلات كثيرة بخصوص هذا الموضوع.
هل يا أحبة قرأنا عن هذا الموضوع ؟
هل تعرف كيف تحاور ملحداً ؟
هل تعرف كيف يفكر الملحد ؟
وعلامَ يستند في شبهه والحاده ؟
هل تعرف كيف ترد عليه ؟
شخصيا ، لا أعرف الكثير .. وأظن أنني لو جلست مع ملحد لن أعرف كيف أحاوره أو أناقشه .
من خلال مقالات د. محمد العوضي اتضح لي أن الالحاد بدأ يتفشى لأسباب تافهة ، اقرأ معي كيف قسّم الدكتور العوضي الملاحدة :
أحد أنواع أصناف الملاحدة هم جماعة الإلحاد التبريري، أقصد الذين يسرفون على أنفسهم بالملذات الحرام والشهوات والمجون، فإذا سألتهم عن هذا السلوك المنحرف لماذا تشربون الخمور وتزنون وتأكلون الربا وتلعبون القمار وتتركون الصلاة والصيام؟... الخ، أجابوك لأننا لا نؤمن بالله، ومن ثم لا نؤمن بأحكامه الحلال والحرام، فهم يبررون فجورهم بإلحادهم. وصنف آخر إلحاده نفسي كردة فعل لأزمات عديدة وحادة في حياتهم، فكلمات إلحادهم عبارة عن نفثة مصدور. وفريق ثالث يريد من إعلان إلحاده الشهرة والتباهي بالعصرنة، وهذا يمكن أن يفهم من بداية عصر النهضة من باب الانبهار بالغرب أو الفتنة بالعلم ولكن الآن يعتبر ضرباً من النفاق أو الحمق! وهناك الإلحاد العملي، أي الذي لا يصرح بإنكار وجود الله ولكن المسألة كذلك لا تعنيه، فالمسألة عنده سيان موجود أم غير موجود، هو إنسان مادي مشغول بجمع المال وزيادة الأرباح وتوسيع دائرة الملكية وتحقيق آماله وأحلامه في امتلاك شركات وشراء جزر، وهناك ملحد جعل إلحاده مادة ووسيلة لإغاظة المؤمنين والتحرش بهم وإيذائهم وهذا مسكين ينتقم بطريقة انتحارية بلا وعي.المهم، عندي من الملاحدة صنفان الأول الذين بنوا إلحادهم من منطلقات فلسفية عقلية، والثاني بنوا إلحادهم على أسس العلم الطبيعي كما يقولون، وهؤلاء الذين علينا محاورتهم بجدية وعقلانية ونبدأ النقاش معهم أولاً بتحديد المنهج والاتفاق على الأرضية التي ننطلق منها (فلسفية أو علمية) .
هل رأيتَ عزيزي القارئ كيف أنه يوجد من أسباب الالحاد ماهو سخيف وتافه؟
كيف إذا علمتَ عزيزي القارئ أنّه يوجد الآن في مدارسنا الثانوية من المراهقين من يسمّي نفسه من عبدة الشيطان ؟!أنا وأنتَ وأنتِ ..أليس لنا مسؤولية تجاه هذه الفئة الضائعة من الشباب والفتيات المراهقين ؟
أتسائل في الحقيقة ، ولعلك تتسائل معي :
كيف أحاورهم ؟
كيف أثنيهم عن هذه المعتقدات ؟
هل لدينا الخلفية الكافية لذلك ؟
ما رأيكم أن نتشارك جميعا لـ : نكتب ، ونبحث ، ونجمع ما يمكنه أن يفيدنا بخصوص هذا الموضوع؟
لنذكر أسماءَ كتبٍ تفيد بهذا الموضوع ، مقالات ، حوارات ، لقاءات ، مواقع .. أي شيء يفيدنا .
وقبل أن أختم ، للفائدة فهذه هي مقالات د.محمد العوضي :
كل المحبة لكم.
للاستزادة بخصوص هذا الموضوع بامكانك زيارة هذه الصفحة .