الاثنين، يناير ٢٨، ٢٠٠٨

Are you sure you want to delete this memories ?


كثيراً ما تتوارد أمام مخيلتنا تلك المواقف ، وتلك الذكريات التي مررنا بها في حياتنا القصيرة ، المؤلم منها واللطيف ، ودائماً ما نمنّي أنفسنا أننا نتناسى هذه الذكريات المؤلمة والحزينة التي لم تجلب لنا سوى المشاكل والمحن وسوء العواقب .

بل أحيانا عندما نجالس بعضنا البعض نطرح سؤالاً للتسلية الحزينة ، قائلين " لو استطعتَ أن تمسح من ذكرياتك شيئا فماذا تمسح؟ " أو بعبارة أخرى " لو رجع بك الزمان إلى الوراء عشرين سنة عمَّ ستتراجع عنه وتنبذه من حياتك ؟" ، وهنا يبدأ الخاطر بالسرحان حائراً ماذا سيمحو من ذكرياته الحزينة ؟ وماذا سيبقي منها .


لكني أقول ، هل فعلا تريد مسح هذه الذكريات المؤلمة ؟
ستقول لي ، بالطبع ولمَ لا ، هي مؤلمة ، تدفعني للبكاء ، تجبرني على الألم ، أدّت بي إلى التعاسة ، ولو استقبلت من أمري ما استدبرت لما أقدمت عليها ، فهي كارثة بالنسبة لي ، ووصمة عار في حياتي.
لكن - شخصيا - لا أريد محوها ، أريدها .. هي بالنسبة لي " التجربة ، الخبرة " سوف أعدّها كما يقول المثل " كل طراق بتعلومة" .. هي صفعات الزمان التي تجلدك لتصقلك .
نعم إني أقدمت على هذا الخطأ ، لكني تعلمت من هذا الخطأ أني لن أُلدَغ منه مرةً أخرى ، فكيف بي لو أني نسيت أو محوت هذا من مذكرتي ؟ سوف أرجع وأقع بمثل ما وقعت به .
الأخطاء التي نرتكبها ، والقرارات السيئة التي نتخذها ، والحكايات التي نعيشها ، هي رصيدنا الذي نحتفظ به .. هي خلاصة خبرتك في الحياة ، كيف تكون متقنا متمرساً في هذه الحياة إن لم تخض بحارها ؟ كيف ستبارز إن لم تُطعن ؟ كيف ستعدو على الخيل إن لم تُسقطك ؟ كيف ستبري السهم إن لم يجرحك ؟ .

ألا ترى معي كيف يسطر العظماء مسيرة عظمتهم في النهاية؟ يكتبون مذكراتهم ، وتجاربهم ، وكفاحهم ، يكتبون ويسطرون الشنيع منها والبديع ، لتعرف أنهم لم يصلوا إلى ما وصلوا إليه إلا بعد هذا وذاك.



لذلك بدل أن نتباكى على ما مررنا به ، ونمنّي أنفسنا بنسيانه ، لنجعل هذه الآلام سبب فرحتنا ، لأنه نجاحك ، هي حياتك ، هي خبرتك .. إني أفتخر بكل خطأ ارتكبته ، لأنه علمني كيف أتجه للصواب .



ودمتم دوماً فخورين :) .

هناك ٥ تعليقات:

غير معرف يقول...

Exactly , I will never delete my memory .because it's "I" !
and I think your life without your self is so pained
ذكرياتي-المؤلمة- لن تكون أكثر إيلاماً من أن أعيش بلا ذكريات !
أظنّ -أنا على الأقل- أن ذكريات الشخص هي عزاؤه وتسليته عن واقعه الذي يهرب منه في كثير من الأحيان ..
شكراً حسن ، أستمتع بحرفك كثيراً : )

غير معرف يقول...

فعلا الانسان بدون ذكريات سواء المؤلمة أو السعيده لايكون انسان
فهي حصاد حياته كلها ومنها يكتسب تجاربه ويستفيد منها

وبالنهايه فعلا نكون فخورين بذكرياتنا السعيده والتعيسه ونستمتع بها كثيرااااااا

غير معرف يقول...

ولا مره فكرت اني راح أقول ماني ناسيه الذكريات ولا أريد محوها من مخيلتي المؤلمه على الرغم أني لا ألقي لها بالا لكن حقا لو محوت التجربه الخاطئه سأقع بها مره أخرى >>هذه الكلمات تكفي للإجابه عن السؤال

جزيتم خيرا وعقبالنا نصير طلاب شريعه ونبحر في أعماق أعماق العلوم الشرعيه

حسن الأنصاري يقول...

فيما يلي تعليق من الأخ الكاتب عبدالرحمن ، من منتديات شبكة المعالي.



و تلك هي الدائرة المغلقة التي أتحدث عنها .. موقف .. تفكير .. حل .. خبرات .. تراكم .. موقف آخر ، عند هذا الموقف الآخر لابد أنك ستعود إلى مخزون الخبرات التراكمي الذي يحتفظ به عقلك لتستخرج منه مُعطيات ما قد تُساعد في حل هذا الموقف ، و ما ذكرتُ من كلمات قد يخدم قول النبي - صلى الله عليه و سلم – [ لا يُلدغ المؤمن من جحرٍ مرتين ] أو كما قال صلى الله عليه و سلم ، فقد أكد على وجود ذلك المخزون الخبراتيّ الذي يستحضره الإنسان حالَ الأزمات ، و قد يؤيد هذا المعنى قول المتنبي " إذا اعتادَ الفتى خوضَ المنايا فأهونُ ما يمرُ به الوحول " . إلّا أن حسنَ تعاملِ الرجال مع الأزمات لا يُقاس بعُمر الرجال و إنما .. يُقاس بكمية هذا المخزون الخبراتيّ التراكميّ
؛؛

الذكريات , تلك التي يحفرُ الزمنُ بيده الخفية مفرداتها و ملامحها على جدار عقلك .. فتجعلها مستراحك تأوي إليها كلما أثقلتك همومُ الحاضر و مشاغل المستقبل , فكثيرًا ما يتكأُ المرءُ منا على عصا ذكرياته و يطأُ بقدميه لُجتها طمعًا في سلوى ممزوجةٍ بألمٍ , سبحان الله .. يبحثُ الإنسانُ عن ألمٍ يتسلى به !! , إن سألنا أحدًا عن إنسانٍ يتسلى بألمٍ ليقولن ما هذا إلّا فعل الحمقى .. و عندئذٍ يتبينُ أن الكونَ ما هو إلّا مجموعةً من الحمقى الذين يتسلون بآلامهم , فكلنا يبحثُ عن آلامِ الماضي بل .. و يستعذبها و ليس هذا حبًا في الألمِ و ما يسببه من نزغات .. و إنما هو عشقًا لـ لذةٍ خفيةٍ صاحبت هذا الألم و إنما لم نستشعرها في وقتها لأن حجم الألم عندئذٍ احتل كامل المساحة البيضاء المتاحة و لم يُبقِ إلّا اليسير , فانزوت تلك اللذة بداخل هذا الـ [ يسير ] و لم تظهر إلّا لما انحسرت موجةُ الألمِ مُخلفةً ورائها ما يسمحُ لتلك اللذة بالظهور ,

عبدالله الأنصاري يقول...

ذكرياتك وتجاربك في الحياة ، هي التي كونتك وجعلتك كما أنت عليه الآن .. فاستفد من أخطاءك وامضِِ قدما ! ولا تلتفت لها .. شكرا أخي على الخاطرة الطيبة : )