الأربعاء، يناير ٠٢، ٢٠٠٨

وسلّمني بحثا بعنوان "مذكرات ملحد كويتي" !

من العجيب والجميل في كلية الشريعة عندنا في الكويت وجود أطياف من المذاهب والأفكار بين طلبتها ، طيب وما الجديد في هذا ؟ كثير من الجامعات فيها هذا الشيء ، لكن أظن مما يميز كليتنا أن عدد طلبتها قليل بالنسبة للغير ، فتجدنا أبناء الدفعة الواحدة نعرف بعضنا البعض وأغلب محاضراتنا مع بعض ، وكذلك أبناء الدفعات الأخرى .
أجد من أطياف الطلبة : الإخوان المسلمين بأطيافهم ، السلفيون بأطيافهم جامية ، جهادية ، احياء التراث ، يوجد صوفية ويوجد صوفية قبورية ، وكذلك أشاعرة ، ويوجد من حزب الأمّة ، ويوجد من السلفية العلمية ، ويوجد قيادات من التجمع السلفي << ماني قايل اسمه ، أيضا فيه من حزب التحرير كم واحد ، وأيضا يوجد طلبة وافدين أفغان من جماعة طالبان ومن جماعة الشاه مسعود ، أيضا لدينا طلبة صرب وبوسنيين << لكنهم أصدقاء .
الشاهد أشكال وأطياف ، وكوكتيل عجيب ..يعني لا تستغرب إن وجدت كثرة النقاشات والحوارات بشتى المواضيع في ديوانية الكلية ، يعني عادي أنا وصاحبي نسولف ويجينا أحد ربع حزب التحرير ، ويقول : الأنصاري لازم تجي معنا في الحزب .
- طيب غيّر بدّل ، مني مناك ؟ لازم يعني ؟ .
- إي لازم والله.
- خلني أفكر وأشاور أهلي .<< وبعدها نقاش طويل لا داعي لذكره .
وكنت مرة جالس في الديوانية وطالع من محاضرة الانجليزي ، فيجيك جامي يوزع مطويات "أبنائنا لاتذهبوا إلى العراق" لـ حمد العثمان ، ويضعهم أمامي وآخذهم وألقيهم وراء "الكنبة" .
يعني خذ وخل ..
وكم كنتُ أبكي لكي أتخرج من الكلية ، لكني أظن سأفتقد هذا الجو بعد التخرج .<<< أحس إني بنضرب متى بدخل بالموضوع كل هذا مقدمة.
،
قبل عام تقريبا أخذت مادة "إعلام إسلامي" لدى الدكتور الفاضل أحمد الذايدي ، وقد ذكر لنا هذه القصة.
أنه يدرّس أيضا مادة "ثقافة إسلامية" لغير طلبة كلية الشريعة ، وكان من عادته أن يعطي الطلبة حفظ بعض السور القرآنية كنشاط الزامي مقابل 10 أو 5 درجات .
كان في أحد الكورسات التي درسها أحد الطلبة الكويتيين الذين يرفض الحفظ ، وقد حذره الدكتور مراراً وتكراراً وأنّ عليه الحفظ. وفي أحد المحاضرات قال الطالب للدكتور : طيب ، ماذا لو كتبت لك بحثا بدل هذا الحفظ ؟ لأني لا أريد الحفظ.فوافق الدكتور.
يقول الدكتور : أتى بعد أسبوعين ، وسلّمني بحثاً بعنوان "مذكرات ملحد كويتي" !
فقلت له : ما هذا ؟
قال : البحث الذي كتبته.الدكتور : وعمّ هو ؟
قال : تجربتي كملحد في المجتمع الكويتي.
انقطع الدكتور عن تكلمة القصة بقوله أنه حاوره وناقشه قليلا فوجده ضائع وتائه جداً.
ما لفت انتباهي بعد فترة طويلة قراءة مقالات د.محمد العوضي عن الملاحدة وقصته مع الملحد السعودي ثامر ، فجال بخاطري تساؤلات كثيرة بخصوص هذا الموضوع.
هل يا أحبة قرأنا عن هذا الموضوع ؟
هل تعرف كيف تحاور ملحداً ؟
هل تعرف كيف يفكر الملحد ؟
وعلامَ يستند في شبهه والحاده ؟
هل تعرف كيف ترد عليه ؟
شخصيا ، لا أعرف الكثير .. وأظن أنني لو جلست مع ملحد لن أعرف كيف أحاوره أو أناقشه .
من خلال مقالات د. محمد العوضي اتضح لي أن الالحاد بدأ يتفشى لأسباب تافهة ، اقرأ معي كيف قسّم الدكتور العوضي الملاحدة :
أحد أنواع أصناف الملاحدة هم جماعة الإلحاد التبريري، أقصد الذين يسرفون على أنفسهم بالملذات الحرام والشهوات والمجون، فإذا سألتهم عن هذا السلوك المنحرف لماذا تشربون الخمور وتزنون وتأكلون الربا وتلعبون القمار وتتركون الصلاة والصيام؟... الخ، أجابوك لأننا لا نؤمن بالله، ومن ثم لا نؤمن بأحكامه الحلال والحرام، فهم يبررون فجورهم بإلحادهم. وصنف آخر إلحاده نفسي كردة فعل لأزمات عديدة وحادة في حياتهم، فكلمات إلحادهم عبارة عن نفثة مصدور. وفريق ثالث يريد من إعلان إلحاده الشهرة والتباهي بالعصرنة، وهذا يمكن أن يفهم من بداية عصر النهضة من باب الانبهار بالغرب أو الفتنة بالعلم ولكن الآن يعتبر ضرباً من النفاق أو الحمق! وهناك الإلحاد العملي، أي الذي لا يصرح بإنكار وجود الله ولكن المسألة كذلك لا تعنيه، فالمسألة عنده سيان موجود أم غير موجود، هو إنسان مادي مشغول بجمع المال وزيادة الأرباح وتوسيع دائرة الملكية وتحقيق آماله وأحلامه في امتلاك شركات وشراء جزر، وهناك ملحد جعل إلحاده مادة ووسيلة لإغاظة المؤمنين والتحرش بهم وإيذائهم وهذا مسكين ينتقم بطريقة انتحارية بلا وعي.المهم، عندي من الملاحدة صنفان الأول الذين بنوا إلحادهم من منطلقات فلسفية عقلية، والثاني بنوا إلحادهم على أسس العلم الطبيعي كما يقولون، وهؤلاء الذين علينا محاورتهم بجدية وعقلانية ونبدأ النقاش معهم أولاً بتحديد المنهج والاتفاق على الأرضية التي ننطلق منها (فلسفية أو علمية) .
هل رأيتَ عزيزي القارئ كيف أنه يوجد من أسباب الالحاد ماهو سخيف وتافه؟
كيف إذا علمتَ عزيزي القارئ أنّه يوجد الآن في مدارسنا الثانوية من المراهقين من يسمّي نفسه من عبدة الشيطان ؟!أنا وأنتَ وأنتِ ..أليس لنا مسؤولية تجاه هذه الفئة الضائعة من الشباب والفتيات المراهقين ؟
أتسائل في الحقيقة ، ولعلك تتسائل معي :
كيف أحاورهم ؟
كيف أثنيهم عن هذه المعتقدات ؟
هل لدينا الخلفية الكافية لذلك ؟
ما رأيكم أن نتشارك جميعا لـ : نكتب ، ونبحث ، ونجمع ما يمكنه أن يفيدنا بخصوص هذا الموضوع؟
لنذكر أسماءَ كتبٍ تفيد بهذا الموضوع ، مقالات ، حوارات ، لقاءات ، مواقع .. أي شيء يفيدنا .
وقبل أن أختم ، للفائدة فهذه هي مقالات د.محمد العوضي :
كل المحبة لكم.
للاستزادة بخصوص هذا الموضوع بامكانك زيارة هذه الصفحة .

هناك تعليق واحد:

ياحنيني يقول...

مقالة جدا جميلة

ووقفة اتمنى تكرارها ضد الالحاد

أنا لست متخصص وقرأة الكثير وعلمت أن الدعوة ضد الالحاد قليلة جدا..

مع أن الملحدين يكثرون المقالات في المدونات , والدعواة أراهم مقصرين


عسى الله يهدي الجميع ووقفة جميلة


وأسمح لي أفتر في مدونتك مع التقيد في قوانين المرور...
..
.